مطلوب موقف وطني
عبد الشافي صيام ( العسقلاني )
أتمنى ونحن في لحظات المخاض الصعبةِ أن نتوقف عن إصدار بيانات التهديد والوعيد والاستنكار والتنديد ، وشطب كل المفردات التي أصبحت بلا معنى ، ولا تشكل بالنسبة لعـدونا أي رادع لوقف عدوانه ، ووقف مجزرته الدموية ، وحرب الإبادة التي تشنها قوات العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
القتل والدمار والموت يكسو كل شيء ، والقيادة السياسية الفلسطينية عاجزة عن القيام بأي تحرك على كل المستويات ومن خلفها الأنظمة العربية والدول الإسلامية .
أي عجز وهوان وصل إليه حال الأمة ونحن نرى عدونا يواصل يوميا عدوانه وإجرامه على مـــرأى ومسمع من مجموعة " العــــوالم " العربية والإسلامية والدولية الأخرى .
فالحــرب الصهيونية الإجرامية تدخل أسبوعها الثالث على قطاع غزة ، وتتكشف نوايا العدو الصهيوني وحقيقته النازية التي ستطال الجميع إذا نجحت إســرائيل بالإجهاز على المقاومة الفلسطينية لا سمح الله .
ألا تستحق هذه الدماء والجراح النازفة من أجساد الأطفال والنساء ، واستغاثة العجائز والكهول أن يَهبَّ "مُعتصمٌ" عربي أو "مسلم" لنجدتهم بدلا من شعارات الكلام والمزايدات الرخيصة التي تخـرج من هذه العاصمة أو تلك .
هل سمع حكام أمتنا بموقف الرئيس الفينزويلي "هوغو شافيز" والرئيس البوليفي "إيفو موراليس" اللذين أعلنا موقفا متقدما على مواقف أمة المليار مسلم ؟
ونحن هنا نسجل بكل احترام وتقدير موقف سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ودعوته المتكرّرة لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة لبحث الوضع الخطير والمتفجِّر في قطاع غزة .
فلسطينيا مطلوب من القيادة السياسية أن تبادر بالرد على هذا العدوان بإعلان موقف واضح وصريح بالإعلان عن انتهاء عملية السلام والانسحاب منها إذ أن العدوان الصهيوني على قطـــاع غزة قد ألغى عملية السلام بشكل نهـــائي ، وأغلق كل الأبــواب التي كان يتـــوارى خلفها " السلاميون" من فلسطينيين وعرب .
فلسطينيا مطلوب من القيادة السياسية أن تعلن إلغاء حذف البنود من الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية التي حُذفتْ لتمرير عملية السلام الكاذبة والتي جَرَّتْ على شعبنا هذا القتل والدمار وليست " الصواريخ العبثية" كما يقول العبثيون .
فلسطينيا مطلوب من القيادة السياسية أن تعلن توحيد موقف الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس والجهاد الإسلامي وانضوائها تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية .
فلسطينيا مطلوب من القيادة السياسية أن تعلن حالة الطوارئ وتسلم القيادة لحركة المقاومة الإسلامية حماس .
بهذه الخطوة تكون القيادة قد قامت بواجبها ودورها الوطني المطلوب . وتكون قد وضعت الأمة بأسرها أمام مسئولياتها القومية والأخلاقية .
إننا على ثقة بأن شعبنا الصامد في وجه هذا العدوان الصهيوني سيكون قادرا على تحمل مسئولياته الوطنية وسيخرج منتصرا من معركة الدفاع عن وجوده وبقائه .
كم نحن صغار أمام بطولة وصمود هؤلاء الرجال الذين يواجهون هذا العدوان البربري الغاشم ، ويواجهون آلة حرب هي الأقوى في الشرق الأوسط مدعومة بمواقف الولايات المتحدة السياسية والعسكرية ، ودول غيابِ الضمير والأخلاق العالمي القادرين على وقف هذه الحرب ومحاسبة المعتدي .
ونطالب سمو أمير دولة قطر بعقد القمة بمن يحضر لأن التاريخ لن يرحم المتخاذلين .