" يــا جمــــاعة ... يــا جمــــاعة "

يـا جمــاعة .. يـا جمـــاعة ..!!”
عبد الشافي صيام ( العسقلاني )
الوقت أقصر من التفكير .. الشهداء تزداد أعدادهم .. والجرحى ترتفع حصيلة مواكبهم ، والدمار والخراب تتعالى أكوامه .. والخوف والمعاناة تغطي وجوه الناس في قطاع الصمود والبطولة ، والقيادة الفلسطينية مشلولة الحركة والحراك ، هذه القيادة التي كانت قبل أيام بكل تشعباتها ( اللجنة التنفيذية لمنظمـة التحرير الفلسطينية ، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير ، واللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح ، والمجلس الثوري لحركة فتح ، ومجموعة المستشارين والناطقين الرسميين ) كلهم كانوا كخلية نحل بلا عسل تعقد الاجتماعات وتتخذ قرارات التنصيب ورفع نسبة الامتيازات ، وفرقـة " فدعــــــــوس " في ساحة "المقاطعة" تدق الطبول وتنفخ الزمور ، والمُفرَّغين من كل القيم الأخلاقية والكرامة الشخصية يهنئون ويباركون بالقرارات التاريخية ، وناعقوا لحظة المتعة الكاذبة يؤكدون بأن اللجنة التنفيذية مكتملة النصاب والأهلية ، واللجنة المركزية مكتملة العَددِ والعُدَدْ . والمجلسان المركزي والثوري قد بَصَمــــا على القرارات بصْمــــاً .
سنسلم جدلا بما سبق .. لكننا نتساءل بمسئوليةٍ ـ وهذا من حقنا ـ أين هذه اللجان والمجالس وحارقي البخور الرئاسي مما يقع ويجري في قطاع غزة ؟
فقطاع غزة جزء لا ولن يتجزأ عن الوطن الفلسطيني "وهم" من لا ينام الليل يطالبون بعودته "للشرعية الفلسطينية" ونحن مع هذا المطلب . إذاً ألا يستدعي الموقف أن يمارس رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين ورئيس حركة فتح والقائد العام أن يعلن حالة الطوارئ ويضع هذه اللجـــان والمجالس والقوالب القيادية في حالة اســـتنفار وانعقــادٍ دائم لمتابعة الموقف ، أم أنهم يتحولون ـ بقدرة قادر ـ في لحظة الخطر إلى لجان ومجالس غير مكتملة النصاب ؟
فقبل أن نذهب إلى العواصم العربية والدولية نستجدي المواقف بلغتين متناقضتين علينا أن نذهب أولا إلى عواصم أنفسنا كفلسطينيين .
كان الشهيد القائد أبو عمار ـ وفي كل أزماتنا ـ يدير غرفة قيادة العمليات والموقف كقائد وزعيم للشعب الفلسطيني ، يصدر أمره اليومي للجميع ، ويحرك العالم من حوله ويخرج صامدا منتصرا لأن ظهره كان دائما يستند إلى مقاومة وصمود وتضحيات شعبه .
الأزمات لها أخلاقيات ولها مواقف ولها رجالها .. أين "المعتصم" من زعماء الردة ، عندما استنجدت به امرأة بصرختها .. وا معتصمـــاه ، لكننا كفلسطينيين قبل العرب مطالبون بإعلان موقف وعلى لسان رئيس الشعب الفلسطيني أو القيادة الفلسطينية بالعودة إلى الموقف النضالي قبل مؤتمر السلام ، وتصحيح خطأ تعديل ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية وإيقاف كل أشكال المفاوضات مع العدو الصهيوني ، وأن شعبنا الذي أعطى العالم كل الفرص من أجل السلام دون أن يحصل على شيء أو أن يتلمس ولو بصيص أمل بأنه سيحصل على حقوقه الشرعية والمشروعة والتي أصبح يعرفها خرسان وطرشان العالم .
لماذا من يُصرِّحُ بتعليق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي هو السيد أحمد قريع وليس الرئيس ؟
هل هو الخوف من اعتباره ليس شريكا في عملية السلام ؟
ليكن .. ولتنتهي هده الشراكة الخاسرة اللهم إلا من الأسماء والمسميات .
هل ما يجري في غــزة من وحشية وقتل ودمار يُقابَلُ بكلام من العيب أن يقال .. ( قلنا لهم وحذرناهم واتصلنا بهم ؟ ) ثم يَتبعُ ذلك الكلام بما قاله وزير الخارجية المصري من تبريرات على قاعدة ـ يكاد المريب أن يقول خذوني ـ .
الكل يعلم بأن الحصار المضروب على قطاع غزة ، المتضرر منه هو الشعب الفلسطيني وليس حركة حماس ، ولو كانت هناك إرادة فلسطينية وعربية ، ومصرية ـ بالذات ـ لما أدى الحصار لما هي عليه أوضاع الناس الآن ، ولا نريد العودة لكثير من الدلائل المؤكدة على ذلك ولا أظن أن ذاكرة الناس ضعيفة لدرجة النسيان ولا شك أنها ما زالت تذكر ما قاله السفير عبد الله الأشعل في هذا السياق على قناة الجزيرة .
الموقف الرسمي العربي لن يوقف العدوان ولن يردع العدو الصهيوني ، وشلال دمنا سينزف وينزف إن لم يكن هناك موقف فلسطيني موحد يتعالى على كل الجراح ويوقف هذا الانهيار المدمر ، وتتم الدعوة بشكل فوري وعاجل لعقد اجتماع فلسطيني موحد خارج قواعد النسبية والفوقية وتحت مظلة الكوفية الفلسطينية ، فالذين فعلوا في عزة ما فعلوه اليوم سيعيدون الكرة في الضفة .
لنخفض جلبة الصراخ ونعلي صوت العمل .
إننا نصرخ ونقول .. يا جمـــاعة .. يا جمـــاعة .. اتقوا الله فيما استخلفكم عليه !!! .