هَبـَّتْ ريــــــــــح

هَـبَّتْ ريــــحْ
عبد الشافي صيام ( العسقلاني )
عُقِدَ الاجتماع .. وانفرطَ الاجتماع .. !!
تداول المجتمعون .. وناقشوا أوراق اللجنة المكلفة بالإعداد للمؤتمر السادس للحركة ، وربما اطلعوا على المقترحات المقدمة للجنة ، وربما لم يطلعوا عليها لانشغالهم بأمور أخرى .
المفترض أن يصدر بيان رسمي بنتائج الاجتماع يقدم لأبناء الحركة ورقة عمل لدراستها داخل أطر الحركة حسب ما يشير إليه النظام الأساسي والداخلي للحركة وآليات العمل التنظيمي المعروفة ، وإلا كيف سيذهب أعضاء المؤتمر للاجتماعات بعد هذه السنوات الطويلة التي شهدت تحولات كثيرة ، وتحمل أجندة مزدحمة بالتغيّرات وفي مقدمتها استشهاد الأخ الرئيس أبو عمار بالسم اليهودي ، وعدم تحريك ملف اغتيال الأخ أبو عمار وكشف الحقيقة التي باتت تعني الفتحاويين كما تعني كل الفلسطينيين ، كما أن هناك أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات وليس " لفلفـــات " ، هذه الأسئلة تتعلق بدخول الحركة عملية السلام ، واتفاقات أوسلو التي أضرت بالحركة وأصابت مصداقيتها في مقتل ، إضافة إلى التراكمات العديدة ، والحاجة إلى التجديد والنهوض بالحركة لتواصل مسيرتها النضالية حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
لكن يبدو أن "افتراضنــا" هذا ليس هو المطلوب ، ولا هو ما يعني أصحاب القرار في الحــركة . فما رَشَـحَ عن اجتمــاعات عمــان الأخيرة لا يعدو أكثر من تســـريبات على لســان " حَبّيبة " التصريحات ، ومتسلقي أفئدة الشوق . فلا بيان رسمي صادر عن رئاسة الاجتماع باعتبارها الجهة ـ المفترض ـ أن تكون المعنية والمخولة بالإعلان عن نتائج الاجتماعات . أمَّا أن يكون مــا صدر لا يتعــدى تســريبات منســوبة لمصدر مضطلع أو غير مضطلع ( المهم ) " لمصدر " وكفى الله الحركة شر المصادر خاصة إذا ما كانت مصادر " لـَهيِّطـَة " من جماعة أبو لاهط "الرَامَلّي" .
وباستثناء الكلام المنسوب للأخ فاروق القدومي ( أبو اللطف ) أمين سر الحركة ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير خارجية دولة فلسطين الذي حدّدَ موقفه الوطني الواضح والثابت بصفته المسئول الحركي الأول الذي تضع غالبية الكوادر الفتحاوية ثقتها فيه سواء في فلسطين أو خارج فلسطين وإعلانه بأنه لن يتقدم لترشيح نفسه لعضوية اللجنة المركزية ، والتي إن تم انتخابها حسب الأهواء التي تُرتبُ وتدار من رام الله فستكون مركزية "أوسلو" أكثر منها مركزية " فتح " .
إذاً .. كل التصريحات والتأكيدات التي صدرت خلال ما يزيد على العام بأن المؤتمر سيعقد نهاية شهر لم يولد على رزنامة الزمن والسبب مجهول بالنسبة للمعنيين ومعروف لغير المعنيين ، والتذرع مرّة بالمكان ومرة بالزمان وثالثة بعدد الأعضاء والمراقبين وبأوراق العمل والبرنامج السياسي . وربما تكون هناك حقيقة رغم مرارتها وغرابتها أن الأسلم لاستمرار الحركة والحفاظ على ما تبقى منها أن لا يعقد المؤتمر في ظل الأوضاع القائمة حاليا ، إذا استمرت الأوضاع داخل الساحة الفتحاوية على ما هي عليه الآن ـ دون الدخول في تفاصيل هذه الأوضاع ـ وإذ استمرت حالة الانقسام والانفصال بين شطري السلطة في عزة ورام الله . فأي لجنة مركزية جديدة سيكون على رأس أولوياتها إعادة اللحمة لجسم العمل الفلسطيني وإلا لن تكون أكثر من عملية تغيير لللاعبين على الكراسي .. ذهب زيد وجاء عمرو . ولن تـُحقق أية نتائجَ للمؤتمر إن عقد حسب المواصفات "الأوسلوية" أيَّ تماسكٍ ووحدةٍ واستعادةٍ لدور الحركة ومكانتها لقيادة النضال الفلسطيني ومواصلة المشوار الطويل .
رغم كل الأزمات التي مرّت بنا لم نشعر يوما " كفتحاويين " بالخوف مِنَ القادم مهما كان مجهولا ، لأن الحركة كان يقودها زعيم وكان لها رأسٌ يُمْسكُ الأمور بأمانة ومسئولية ، ويتخذ القرار المطلوب في الزمان الصحيح ، كما أن الحركة لم تشهد "حالة مومياء" المواقف كما نشهده هذه الأيام ، ولم تشهد الحركة حالة التآكل والتنافر والتناقض كالتي تمر بها الآن ، وحتى عملية الإعداد للمؤتمر لم تتم بالشكل الصحيح وهي مليئة بالتجاوزات والتلاعب المكشوف تم تسخيرها لصالح أشخاص تحت غطاءات وعباءات مختلفة ، وهو ما يَطرحُ وبقوةٍ ما هو موقفُ كوادر الحركة الرافضين لهذه الخطوات ؟ هل سيستمرون على نفس الولاء والالتزام ؟ أم سيتبنون مواقف أقلها سلبية العمل !!
أبناء فتح .. الذين ناضلوا وضحوا ليس جريا وراء مغنم وقدموا الكثير في الوقت الذي كان الكثير ممن يتربعون على العرش خارج دوائر النضال الفلسطيني من تنظيم أبو سخيلة وحتى فتح . هؤلاء لا نعتقد أنهم سيقفون للتلويح بأيديهم وذر الأوراق الصغيرة الملونة التي ينثرها "الكومبارس" في الأفلام الهندية عند مرور العروسين .
لقد أخذ القائمون على أمر الحركة ما يكفي من الوقت لحسم الأمور قبل أن تهب الريح .. فالريح آتية .. !!!

العزيز الاستاذ عبد الشافي
أشكرك على متابرتك ونضالك الثقافي عبر النشر المستمر.
مودتي الاخوية

أخي العزيز محمد الصدوقي
يسعدني دائما مرورك الكريم ، فلك مني كل المودة والتقدير
أخوكم أبو علاء