فاطمة الزهراء المرابط
المساهمات : 172 تاريخ التسجيل : 16/02/2008
| موضوع: الشاعرة المصرية داليا التركي... في ضيافة المقهى؟؟ الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 6:46 am | |
|
الشاعرة المصرية داليا التركي... في ضيافة المقهى؟؟
ـ الحلقة 22 ـ
عندما نتوه في أعماق الكلمة الدافئة ، و نبحر عبر الحروف الجميلة، يغيب الوجود من حولنا، فلا نرى أمامنا سوى الأمل و الحب الذي يتدفق عبر المعاني السامية و الكلمات الجميلة، هي حوارات أجريها و أطمح من خلالها الوصول إلى أعماكم و تفاعلكم و تشجيعكم قبل أي شيء اخر، و كالعادة سنبحر خلال هذه الحلقة مع أفكار جديدة و جميلة بلسان نسائي من أعماق الحضارة الفرعونية ....... سؤال لابد منه... من هي الشاعرة داليا التركي؟
بداية أشكرك عزيزتى على هذا التحاور، ولست من الجيدين فى الحديث عن أنفسهم لأننى أخشى كثيراً المبالغه وأخشى من تكرار كلمة " أنا " التى توحى دوماً بحب الذات، ولنقول داليا التركى المصرية وأحب أن أبدأ بالمصرية ، مجرد إنسانة بسيطة أحب الشعر وأعتنق الكلمات التى يكون منبعها القلب ومصبها الصدق ، أرى فى كل شئ حولى ما يعبر عن ذاتى، وأرى بجوار البحر دوماً عالمى الخاص جداً وكهفى المنير لى فقط، وأرى حينما تخطو قدماي كل أحلامى وطموحاتى التى لا أتخلى عن اعتناقها ، أحب التحرر داخل الإطار الدينى والإجتماعى الذى نموّت فيه. أحببت دراسة الإعلام والتوجه للصحافة بجوار الشعر ولي فى القصة محاولات يُقال أنها جيدة ولله الحمد ، أول من تأثرت بهم أدبيا فى حياتى هو والدى رحمه الله والذى دون أن أدرى جعلنى أحب الكلمة وأعرف قيمة الكلمة وهو أول من شجعنى على كتابة مواضيع التعبير والتى كانت متميزة منذ صغرى ، وكنت أتلمس فى شخصيته كل ألوان الأدب ، من خلال قراءاته أو مقولاته ، لا أدرى ماذا أقول أكثر، أن أحب أسرتى كثيراً وأتمتع بمحبة الجميع ولله الحمد و أحب أصدقائى كثيراً وأعتبر نفسى أننى محظوظة فى صداقاتى الكثيرة ، ربما لأننى أعتبر الصداقة ليست مجرد علاقة وإنما هى عاطفة تبحر بوجدانى كعاطفة الأمومة وعاطفة البنوة أى أنها أساس فى حياتى ، أمتلك الكثير من الطموحات والتى أسعى لتحقيقها بمثابرة وجد.
إلى أي مدى وصلت في تجربتك الإبداعية؟
لا يمكننى تحديد المدى الذى وصلت له، فربما يكون إحساسى أننى وصلت للقراء ثم لمجتمع الأدباء مبالغ فيه وبالتالى يتسبب فى فشلى، لازلت فى بداية الطريق على كل حال ومن مرحلة إلى أخرى تتغير معاييرى وربما من قصيدة إلى أخرى أتقدم بكل تأكيد لأننى أستفيد من تجاربى السابقة وأسعى دوما للوصول إلى مستوى أعلى مما قبله، ولكن أجد فى قلمى أنه صرفنى عن كل شئ ماعدا الإحساس بالوطن والإحساس بكل شاكٍ وباكٍ داخله ولا أقصد بالوطن مصر فقط بل أقصد كل الأمصار العربية والإسلامية حتى أن هذا امتد لأولى محاولاتى مع القصة القصيرة، وهى قصة اغتراب طفلة عراقية ونهايتها مبتورة وأسميتها قصة مبتورة، لأننى لا أجد للإغتراب نهاية خاصة وإن كان قد تمكن من الروح هذا الإحساس، وأنتهز كل فرصة لمحاورة أدباء ومبدعين قديرين فبدأت بالروائى المصرى دكتور زين عبدالهادى، وحاليا أجريت حواراً مع الأستاذ الروائى والصحفى الأستاذ يوسف القعيد والذى هو بالنسبة لى ولغيرى مدرسة، المحظوظون فقط يمرون جوارها ويستقون منها الأدب بعلم وإحساس .
كيف تقيمين وضعية المرأة المبدعة في العالم العربي؟
بلاشك وضعية المرأة العربية المبدعه محفوظة ومكانتها مرتفعه فحس المرأة فى الإبداع قريب على كل من يقرأه إذا كانت حقاً مبدعه ومتمكنة من لغتها وذاتها والأبواب أمامها مفتوحة بلاشك ، والأدب النسائى موجود بحيز كبير ومعترف به حتى فى دول الخليج التى كانت تسجن إبداع المرأة خلف الأسماء المستعارة .. والمرأة العربية أثبتت أنها جديرة بكل مكان تتواجد به .
هل تتميز المقهى المصرية عن المقاهي العربية الأخرى؟
فى الحقيقة لا أدرى لأننى لم أرى مقاهى أخرى، سوى فى دبى ولم ألاحظ اختلافاً كبيراً بالعكس أحسست أننى فى جو مصرى جدا رغم أنه كانت هناك شارة أن المقهى لبنانى،لا أعتقد أن هناك فروق كبيرة .
هل لك علاقة بالمقهى؟
نعم فى بعض الأحيان أذهب مع صديقاتى أو أهلى وخاصة المقهى على البحر
هل المقهى فضاء ملائم للكتابة؟
ربما لبعض الكتّاب، ولكن بالنسبة لى فهو لا يصلح ليكون مكانا أكتب فيه، فربما يكون مزدحما أو أنشغل أنا بالحديث أو أشياء أخرى، ربما لا أكتب فيه ولكننى أخرج منه بدافع قوى للكتابة بعدما آخذ منه جرعه جيدة للتأمل والحديث فى موضوعات مختلفة.
ماذا تمثل لك: الطفولة، الكتابة، الوطن؟
سؤال رائع بكل المقاييس، الطفولة: المحارة التى كنت داخلها كالدرة فأنا لا أنسى طفولتى ولا شكلى ولا أشياء كثيرة كانت فيها، ورغم أننى كثيرة النسيان إلا أن ذاكرتى تتشبث بصور كثيرة من طفولتى،كما أتشبث بأصدقائى من الطفولة ونتبادل السؤال عن بعضنا من حين لآخر ورغم مرور العمر بنا، إلا أننا لا نتذكر إلا طفولتنا ولا نتعامل إلا بها ، كنت طفلة جميلة وكنت أحب الدراسة والمدرسة كثيراً كانت طفولتى هادئة جداً وزاخرة وطفولتى هى المؤثرالأكبر على شخصيتى وهى الأساس الثابت لها، وأعشق إحساس الطفولة بشكل خيالى وأعشق الأطفال بجنون وأكبر أمنياتى أن أصبح أماً .. رغم أن هذا الإحساس لا يغادرنى .. فأنا أماً لأبناء أختى بالفعل وأحبهم كثيراً .. وأسعد لحظاتى وأنا معهم وهم ينادوننى ماما داليا .. وكأننى امتلكت كوكب الأرض بأكمله .
الكتابة: عالمى الخاص جداً، فأنا لا أكتب إلا ما يعكسه إحساسى وذاتى ولهذا أجد فى الكتابة مرفأ الراحة لى، وأحيانا تكون مصدر بكاء لى لكننى بكل الأحوال أحمد الله أن وهبنى تلك النعمة فأنا أكثر شئ أجد فيه نفسى هو الكتابة .
الوطن: لا يمكننى أن أفصل إحساسى بوطنى عن دمى الذى يجرى فى عروقى، كما لا يمكننى أن أنفصل عن ذاتى وأغترب عنها أو أبدلها، وقد سبق وقلت أن وطنى ليس مصر فقط ولكن كل الأمصار العربية والإسلامية هى وطنى ، وطنى هو أغنيتى الحية دائماً على لسانى وأنا مقتنعه تماما رغم كل الشوائب التى نعانى من وجودها أو إدعاء وجودها أن مصر بخير وتنبض بالخير . كيف تتصور مقهى ثقافية نموذجية؟
اتصورها فى مكان خلاب يملأه الكتّاب والمثقفين أحاديث مثمرة وحيوية، وتتناول الدور الثقافى فى حل مشاكل المجتمع ربما هى موجودة بالفعل، ولكن بمسميات أخرى غير المقهى الثقافى مثل النوادى الثقافية أو قصور الثقافة وغيرها ، هو مجتمع بغض النظر عن المسميات لأشكال هذا المجتمع وربما يتواجد فى أى مكان وتتوقف نموذجيته أو عدمها على المثقفين المتواجدين فيه وليس على شكله أو مقره أو أوقاته . | |
|