منتديات نبراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبراس

منتدى يهتم بعالم الابداع و التربية والتعليم والثقافة و الحوار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر يرحل ويتفتح بنفسجة في الجليل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الشافي صيام




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 22/03/2008

الشاعر يرحل ويتفتح بنفسجة في الجليل Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر يرحل ويتفتح بنفسجة في الجليل   الشاعر يرحل ويتفتح بنفسجة في الجليل I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 2:30 pm

الشاعـــرُ يرحــل
ويَـتـَفتح بَنـَفسَجة في الجليل
عبد الشافي صيام (العسقلاني)
وأخيراً .. !!
يترجَّلُ فارس الكلمةِ عن جواده الجامح بعيداً عن فلسطين .. أخيراً .. !!
يلفظ العاشق الروح بعيداً عن الأرض التي أحبها ، وجَسَّدَها حباً في الوجدان الإنساني .
محمود درويش ..
ابن " البروة " "الجليليـَّة" .. يغيب عنـَّا ، وتشاء الإرادة الإلهية أن تكون وفاته على أرض ما أحبـَّها يوماً لأنها كانت ولا زالت خنجرَ الموتِ المغروس في القلب الفلسطيني .
محمود درويش ..
كان فلسطين .. شمالها وجنوبها .. جبالها وسهولها ووديانها .. نجوعها وكفورها .. كان حرفها الكنعاني الأول ، وموَّالـها البدائي الذي يتردَّد على حَـنـّون السهول وسـنابل البيــادر .
محمود درويش ..
كان سنديانة أعلى من مقاسات الأمتار ..
كان شرفة الغيم المفتوحة لكل العصافير الملونة .. للحساسين والنوارس والحمام البنفسجي ..
محمود درويش ..
كان شـَبَّابةَ حَنينِ شعبنا لفلسطين من "رأس الناقـورة" الفلسطينية إلى آخر شـَـفـَاه التراب الفلسطيني على خليج العقبة الفلسطيني عند إصبع الماء المغروس في الرمل الفلسطيني .
محمود درويش ..
كان مُؤذِّنَ الأملِ الفلسطيني اليومي من .. "سَــجِّل أنـا عـــربي " إلى .. " لاعب النـــرد "
نم قريراً أيها الصديق فلن يتوقف النشيد ، ولن تموت الكلمات في فوانيس المعاني ، ولن يتحجَّر شلال حبك لفلسطين ، لأنك قد بدأت رحلة الصعود لتطل علينا قمراً تتدلى منه القصائد عناقيد أمل تضيء لنا عتمة أيامنا .
لماذا رحلت ؟
لماذا تركت جدائل الروح عالقةًً على السياج ؟
لماذا عزيزي تودع مرمر بلقيس سِرَّاً .. ؟
فمن سيكنس الرمل من محاريب الجليل ، ومن قريتي في جنوب السماء على شاطئ البحر .
صديقي .. لماذا رحلتَ .. فلن نضربَ موعداً للقــــــاءٍ جديد ، وأنا الذي كنت أُعدُّ موعداً لك لزيارة الصحراء الموريتانية التي أحببتها .. في زيارتك الأولى ، عندما وعدتني أن تأتي من جديد لتقرأ "ديوان الرمل".
على تخوم العاصمة الموريتانية "أنواكشوط" ، وفي جولة لإلقاء نظرة على الصحراء .. لن أنسى كلمات قلتها وأنت تنظر إلى قطيع من كثبان الرمال .. انظر ما أجمل أنوثة الرمل .. إنها الغموض والوضوح ، وارتعاش الخوف في الصمت . أعدك أخي عبد الشافي أن أزورك مجدداً وأقترب أكثر من هذه اللوحة الإلهية المبهرة ، لقد تأثرت كثيرا بأهلنا في موريتانيا بوطنيتهم وبعروبتهم وأصالتهم وبحبهم لفلسطين .. حقيقة أشعر بغربة معرفية تدعوني أن أعطيهم حقهم .
لقاؤنا الأول كان في مركز الأبحاث الفلسطينية في بيروت ، عندما كان الأخ الدكتور أنيس الصايغ مديراً عاما للمركز قي أواخر السبعينات من القرن الماضي ، حيث نجحت بعدها في إقناعك لزيارة قطر وإقامة ندوة شعرية بدعوة من وزارة الإعلام القطرية التي كان وزيرها في الوقت الأستاذ عيسى الكواري إلى جانب كونه مديرا لمكتب سمو الأمير الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر . ووقعت أزمة بسبب موقف خاطئ من صحيفة محلية . وتذكرني هذه الواقعة بأزمة أخرى وقعت بعد ذلك ، عندما طلب منكم الأخ الشهيد أبو عمَّــار بصفته القائد العام والشاعر العام أن تزوروا السودان لإقامة ندوة شعرية هناك بناء على طلب شخصي من الرئيس النميري حيث رفضتم ، ووافقتم بعدما تغلب حبكم لأبي عمار على رفضكم لكنكم اشترطتم أن لا يحضر الرئيس النميري الندوة التي نظمت لتقام في الاستاد الرياضي ، وكيف أنكم شعرتم بأن الرئيس النميري سيحضر ، فأخذتم سيارة تاكسي دون علم أحد وذهبتم إلى المكان فتبين لكم بأن الرئيس النميري سيحضر ، وعدتم واختفيتم في الفندق .. وجاء الرئيس والجميع ينتظر والأمن السوداني يفتش عنكم ، وألغيت الندوة . وجاءكم طلاب جامعة الخرطوم في الليل وأصروا على إقامة ندوة في الحرم الجامعي .. وكانت الندوة بحد ذاتها موقفا وحدثاً هز السودان .
وفي لقاء في باريس وفي بيتك الأنيق في تواضعه في الدائرة السادسة عشر ، عام واحد وتسعين ، الواقع في ميدان الولايات المتحدة ـ الطابق الخامس ، والمزين بالمطرَّزات الفلسطينية وبعض مقتنياتك التي تذكرك بالوطن ، محاطاً بفضائين.. نافذة شمالية تفضي إلى "برج إيفل" ونافذة جنوبية تطلُّ على حديقة تسلقت منها الأشجار لتكسرَ حاجز الإسمنت .. وتشي لك ماذا تقول عنك العصافير .
شربنا القهوة وتحدثنا كثيراً عن همنــا المشترك ، وقطع حديثنا المسترسل اتصال من صديقك ( ادوارد سعيد ) الذي أبلغك بأنه سيمر على باريس .
عندما سألك ابني الصغير "جاســم " عمو محمود أين تكتب .. ؟ وأجبته ببراءتك الطفولية أنا أكتب في الكتب .. وكرَّرَ سؤاله وأجبته وفي المجلات والصحف . لكنه أعاد السؤال .. أنا أقصد المكان ..!! فضحكتَ واصطحبتهُ للغرفة وأشرت إلى مكتبك .. وقلت أنا أستيقظ مبكراً قبل الفجر .
ثم ذهبنا إلى المقهى القريب في ميدان " ألما " سيرا على الأقدام لأنك لا تحب قيادة السيارة وربما لم تتعلم قيادة السيارات ، وقلت لي بأنك تحب طبقا خفيفا ( سلطة إيطالية .. طماطم وجبنة بيضاء ) .
في لحظة الحزن تتداخل الذكريات .. منها القريب ومنها البعيد .. نتذكر في مداعبة أزمة بينكم وبين الشهيد القائد الرمز أبو عمَّــــار رحمه الله في إحدى دورات المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عندما انسحبتم من الجلسة وأعادكم الأخ أبو عمّـــار بنفسه وخاطب المجلس .. الثورة بندقية ثائر ومبضع جراح وريشة فنان .. وكان ردكم عليه .. سيدي القائد العام والشاعر العام أبو عمَّــار . وها أنت اليوم ستدفن في ثرى قريب منه .
العابرون يتوارون في الثرى ..
والخالدون يتوارى فيهم الثرى .
لقد متَ على أرض ما أحببتها يوماً ..
وها أنت تدفن في أرضك التي أحببتها دوماً .. وأعطيتها قلبك .
ستبقى أخي محمود كما قلت في آخر أيامك ..
'أدافع عن حاجة الشعراء إلى الغد والذكريات معا ..
وأدافع عن شجر ترتديه الطيور، بلادا ومنفى ..
وعن قمر لم يزل صالحا لقصيدة حب'
فوداعــــاً .. وعليك الرحمة ..!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر يرحل ويتفتح بنفسجة في الجليل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبراس :: نصوص وشخصيات مضيئة-
انتقل الى: