مرثية الماء
إلى فلسطين-العراق...
هاهو الليل الأشقر
سيد الغاب
ينزل إلى منارات الأزرق
يفتل عضلات الموج المرتزق
ليحفر قبورا من ماء
عبر نوارس الأفق
ها هو البحر
سيد الصمت والغياب
زربية من نار
مطرزة
برماد الضياء
وغثيان زورق
ها هو الوطن
سيد الغياب
ثعبان من تراب
على عنق الشهداء
قفطان من دماء
على فرسان الغسق
يا أيتها الأرض الدائخة بالدوران
على عشق عبثي الأشجان
أكل هذه المحيطات
من أحمر الرمان
كل هذه الغابات
من عوسج القضبان
كل هذه الجثث
من قناديل الأوطان
ولم تزهر وردة واحدة
في كرسي هذا الليل الكسيح
يا وطن الأحزان متى تستريح
يا وطن الأقحوان متى نستريح
هذا الفجر الغجري
طابور طويل من الشهداء
عبر مقبرة الماء
الثمل بالأرق وقيء الزمان
يا وطن الأنبياء/الفقراء
لما كل هذا الشعر الهباء
والبشاعة أبدا سيدة المكان
من كيمياء الأرض
إلى سيمياء السماء
لكن لا بأس
قد يبعث الماء
وردا ناريا أخضر
من رماد الأمطار
المحنطة
في الرعود البكماء
* من الأرشيف الشعري