في البداية اود ان اتقدم بالشكر الجزيل للاخت والصديقة المبدعة والمثابرة فاطمة الزهراء على جميل تقديمها واتاحتها الفرصة لي للتواصل مع زملائي في منتدى نبراس
واحي كل الزملاء والاصدقاء في المنتدى الذين يبذلون جهدا ويستقطعون وقتا ثمنيا من لدنهم لمواصلة هذا الحوار
وفي الشق الاول نحاول ان نتكلم عن اشكالية المثقف بالسلطة في الوطن العربي
هل مازال للمثقف نفس التأثير في المشهد السياسي العربي و القضايا الشائكة التي يعرفها الوطن العربي؟ وهذا هو مغزى السؤال
حسنا تاريخيا بدءت في مجتمعنا العربي ذات الاشكالية
هل ينزوي المثقف عن المجادلة في الشان السياسي ويترك الامر برمته للساسة ويهتم هو بنصوصه وابداعه
وهل هذا الفصل هو من اختياره ام بارداة السلطة
لنعد الى العصر العباسي وهو جزء مهم من ثقافتنا الاسلامية طبعا من الممكن الرجوع الى اقدم من هذا التاريخ
نعرف من المصادر التاريخية ان الخليفة العباسي جلد الفقية ابو حنيفة لانه تعرض للشان السياسي وافتى بالوقوف مع ثورة زيد كما نعرف تاريخيا ازمة الامام ابن حنبل او ماعرف بقضية خلق القران هل هو قديم ام محدث
كانت تلك القضية هي علاقة السياسي بالمثقف واذا تقدمنا بصضورة اكثر في العصور الحديثة نرى الازمة هي ذاتها تتكرر مع السياسي ومع المثقف نذكر جيدا ازمة سيد قطب مع عبد الناصر وكيف تم اعدامه على اساس انه تناول الشان السياسي في اطار خارج له كما نعرف ازمة المفكر الجزائري مالك بن نبي مع السلطة الفرنسية وهناك امثلة كثيرة جدا في تاريخنا المعاصر عن عمق هذه الازمة .
ما اريد ان اتوصل اليه ان المثقف العربي ما زال حالما في مجتمع خالي من العنف والكراهية وتسوده العدالة الاجتماعية
في حين ما زال السياسي العربي متمسكا بالهراوة والسجون والقوانين التي تحد من حرية المثقف كل هذا لم يمنع المثقف العربي من مواصلة ارثه التاريخي الذي ورثه من عصر النهضة العربية من جمال الدين الافغاني وعبد الرحمن الكواكبي وغيرهم من المفكرين انه يناضل من اجل ذلك الهدف السياسي والدليل هي تلك العقوبات التي تفرض على المثقفين كلنا يعرف ان جميع الدول العربية تقريبا بدات تفرض عقوبات بالسجن ضد المدونين العرب الذي استخدموا المدونات الحديثة لطرح افكارهم
اذن المثقف العربي لن يستسلم لهذه العلاقة وهو في صراع لا هوادة فيه من اجل مبادئه
هذا سيقودني الى الشطر الثاني من السؤال لماذا اخترت اللون السياسي اذن
في الواقع اعتقد ان الابداع كل متكامل وهو لاينفصل ولا يتحدد بانواع ما دام المثقف العربي يملك هدفا
انا احاول دائما ان اميل الى نقد المجتمع والسلطة فحينما اجد ذلك في اللون السياسي لا اتردد وحينما اعتقد ان ذلك النقد لايكون الا في مجال ابداعي كتابة القصة لا اتردد في ذلك ايضا
فيما يتعلق بالاعلام العربي ومدى تصديقه امر في غاية الخطورة
ساضرب لك مثلا ما حصل مؤخرا في لبنان ؟
كيف يمكن للمشاهد العربي ان يعرف حقيقة ما جرى
المتابع لقناة العربية مثلا صدم اما لوحة انقلاب حزب الله سارعنا الى القنوات الاعلامية اللبنانية الامر كان مغايرا تماما
الجزيرة كانت اكثر اعتدالا في طرح الازمة اذن المشاهد العربي امام اعلام عربي حزبي بكامله لان العربية ممولة من العربية السعودية فانت ترى وجهة نظر السعودية للحدث بينما الجزيرة مولة من التيار والحركات الاسلامية فانت ستجد طرحا مختلف في القضية هذا الامر اضعف الثقة في الاعلام العربي برمته وبالتالي فان المتلقي العربي بحاجة الى اكثر من مصدر اعلامي ويضيف اليه مصدر او اكثر غربي كي يتوصل هو الى حقيقية الاشياء ؟
طبعا الامر لا يقتصر على الازمة اللبنانية بل في كل المجالات