المطعم الثقافي الأندلسي يحتضن ملتقى أصيلة الأول للعزف على آلة العودكل الأحلام الكبيرة تبدأ صغيرة، هذا ما يخبرنا به التاريخ، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فقد كان حلما جميلا راود ثلاثة أشخاص وكانت فكرة أطلقها عازف العود الواعد الأستاذ علي بن سعيد، و تبناها صاحب المطعم الثقافي الأندلسي بأصيلة محمد لوديي، أن تعطى الفرصة لعازفي العود من الشباب حتى يبرزوا مواهبهم، في ظل احتكار قلة من العازفين المشهورين لوسائل الإعلام المرئية و المسموعة مند عقود خلت،و في غياب أي مهرجان أو ملتقى وطني يلتفت إلى الطاقات الإبداعية الشابة و يمنحها الفرصة الكاملة لمعانقة الجمهور دون محاباة أو وساطة.
وكانت ليلة تحقيق الحلمليلة مشهودة في تاريخ مدينة اصيلة، ليلة السبت 12 أبريل 2008 بفضاء المطعم الثقافي الأندلسي ،حيث انطلقت فعاليات ملتقى أصيلة الأول للعزف على آلة العود، تحت شعار: العود بالمغرب الواقع و الآفاق، وذلك على الساعة السابعة و النصف مساء، بحضور ثلة من مثقفي و مبدعي مدينة أصيلة و طنجة و العرائش و الرباط والشاون.
وقد افتتح العازف الأستاذ منير بوعجاجة، فقرات الحفل بقطعة : لونكا فرح فزا للموسيقارالراحل سيد درويش تلاها بعزفه قطعة موسيقية على مقام الكورد، ثم شنف الأستاذ يونس فخار آذان الحاضرين بعزفه مقامات شرقية متنوعة، مبرهنا على سمو هذه الآلة الموسيقية و السحر الذي مارسته وما زالت تمارسه على المستمعين على مر العصور وفي مختلف الأماكن، وهذا ما أثبته بكل جدارة الأستاذ علي بن سعيد، منسق هذا الملتقى، بصعوده إلى المنصة وهو يؤدي معزوفتين موسيقيتين من تأليفه: إصرار و حنين، ليغني بعد ذلك أغان من تلحينه تحمل الأولى عنوان: قلبي الطايرللزجال محسن التريعي، والثانية عد أيها الحب الأستاذ القاص إضافة إلى أغنية : أقدس الأسماء، وهي الأغاني التي تجاوب معها الحضور بشكل لافت،واثبتت بأن الأغنية المغربية توجد في أيد أمينة ولا تزال بخير شريطة أن تحظى بالعناية اللازمة من طرف المسؤولين عن المؤسسات المعنية بواقع الأغنية المغربية التي يعاني فرسانها الشباب التهميش و التهميش وقلة ،إن لم نقل انعدام، فرص تصريف إبداعهم ومن ثم عناقهم الجمهور.
وتوالت فقرات الأمسية بمعزوفة أداها العازف الشاب أنور حمدان ، وهو بالمناسبة أستاذ الموسيقى بإحدى الاعداديات بالمغرب الشرقي، وقد اختتم مشاركته بأدائه أغنية : ريتا للموسيقار الكبير مارسيل خليفة ، تلاها بأغنية: أنساك للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وعلى هامش الأمسية وبمصاحبة العازف الأستاذ يونس فخاري المغني عبد الرحيم عبد المومن أغاني من الموسيقى الأندلسية و الملحون ، ليتم بعد ذلك انطلاق حفل توزيع التذكارات و شواهد المشاركة في ملتقى أصيلة الأول للعود.
في غياب تغطية من وسائل الإعلام المرئية و المسموعة ،على الرغم من توجيه الدعوات إليها من طرف المنظمين، وفي غياب أي دعم من السلطات المنتخبة و المحلية التي رفضت حتى الترخيص للجهة المنظمة بتعليق اللافتات والإعلانات الخاصة بهذا النشاط في شوارع المدينة الرئيسية، باستثناء الدعم الهام الذي قدمته إدارة دار الشباب بالمدينة، وعلى الرغم من كل هذه المثبطات، فإن المنظمين ضربوا موعدا مع الجمهور في أبريل 2009 مع الدورة الثانية لملتقى أصيلة الثاني للعود.
* صخر المهيف/المغرب