عن دار التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع صدر عمل قصصي جديد بعنوان " الجثة الحية " للقاصة المغربية السعدية صوصيني ، نقرأ في تقديم العمل :الجثة الحية عنوان دال ورامز للعمل السردي الجديد للقاصة المغربية السعدية صوصيني ، ويكتسب هذا العنوان دلالته ورمزيته من تنافر مكوناته إذ لا يمكن للجثة أن تكون حية إلا إذا كانت محتوية على روح ، وإلا فإنها لن تحافظ من جزئيها إلا على الجسمية المشكلة للجسدية.
وكما يمكن للجسمية أن تكون جزئية يمكنها أن تكون مكونة من الغرائز والانفعالات ، فتتخلى عن الشهوية والغضبية ، ربما لذلك أتت نصوص المجموعة مؤرخة لانفعالات جسدية سواء أكانت انفعالات ذات أم انفعالات آخر مماثل للكاتبة وهي الذات الكتابية النسوية المغربية، أم كان هذا الآخر مغايرا وهو الذات الكتابية الذكورية ، أم كان هذا الآخر غير الذات وغير الآخر وإنما العالم المحيط، ومن العالم المحيط تتآلف النصوص القصصية المضمنة في المجموعة من نص "الجثة الحية " إلى نص "دردشة".
يحتاج العالم المحيط بمختلف ذواته إلى ذات واصفة ليست شيئا آخر هنا غير القاصة السعدية صوصيني التي تأتي القصة من باب الرصد وصفا. وان كانت ملامح الحضور الأنثوي للذات الكاتبة تبدو جلية، فإن هذا لم يمنع السعدية صوصيني من ولوج الذات المغايرة ، ذات الآخر، علما أن نصوصها احتفت كثيرا بالذات المماثلة كما في نص "العازبات " ونص "ما كل فتاة بابيها معجبة"و ونص " الفقيه والنساء " ...الخ.
لا يفوت القاصة السعدية صوصيني على مستوى اللغة أن تجنح إلى البساطة سواء على المستوى المعجمي أو على مستوى تركيب الجملة ويبدو أن انحيازها للتركيز على الوصف يقف وراء هذه الخاصية التي تميل إلى تحقيق الوظيفة الابلاغية دونما إهمال للوظيفة البلاغية للمنتج النصي ولذلك قد يتنبه القارئ إلى بعض التكرارات التي ليست متوحدة بقدر ما هي مختلفة بسبب تعدد مرجعياتها وتعدد مدلولاتها وان كانت دوالا واحدة مثل : دال الإحساس" الذي تأسس عليه نص" الجثة الحية " ونص " قبلة فقط تكفي ".
إن نصوص القاصة السعدية صوصيني تتميز بتنوع لافت في الشخوص، جنسا وملامح وإيديولوجيا ومنابع تفكير ومصادر إحساس، وهي كلها عناصر ترتبط بمحكي الجثة التي صامتة تروي تاريخها مع الجسد وتاريخ جسدها مع الروح وقد تلجأ الكاتبة أحيانا إلى خروق مضمونية خاصة بها كما في نص " قبلة واحدة تكفي " ونص " النزيلات" مما يعطي لكتابتها خصوصيتها ولخصوصية كتابتها وكاتبتها موقعا داخل الحقل الكتابي النسائي بالمغرب بعامة والقصصي بخاصة."
عن القسم الاعلامي للمؤسسة
رشيد البوشاري
موضوع: اصدار مغربي جديد 
الثلاثاء أبريل 29, 2008 10:21 am
