منتديات نبراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبراس

منتدى يهتم بعالم الابداع و التربية والتعليم والثقافة و الحوار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عـــــجز أمام الأزمــــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الشافي صيام




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 22/03/2008

عـــــجز أمام الأزمــــة Empty
مُساهمةموضوع: عـــــجز أمام الأزمــــة   عـــــجز أمام الأزمــــة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2008 12:25 pm

عجـــــــز أمام الأزمــــــة

عبد الشافي صيام ( العسقلاني )




لن ندخل في مقولتنا الشعبية " المية بتكذب الغطاس " ولا " الشمس بيحجبها غربال " أمام هذا العجز الذي يدخل شهره العاشر دون التوصل إلى حل لأخطر الأزمات التي تواجه النضال الفلسطيني وتلقي بظلالها السوداء على مجمل القضية الفلسطينية ، وتضع مكتسبات شعبنا النضالية في مهب "ريح السموم" .

لا يختلف "واحد ونصف" على إدانة الأخطاء التي أدت لما قامت به حركة حماس من انقلاب على الشرعية في قطاع غزة ، ولا يختلف كذلك هذا "الواحد والنصف" نفسه على إدانة الطريقة التي أدارت بها حركة حماس انقلابها ولا الكيفية التي عالجت بها الأمور بعد ذلك . ولا نريد الدخول في التفاصيل التي تعرفها جميع الأطراف واكتوت بنارها ولا زالت تعاني من تبعاتها .

والسؤال المطروح أمامنا الآن .. هل تصرفت القيادات الفلسطينية بمستوى الأزمة وخطورتها ؟ والجواب وبكل أسف لا ..!!

فلا قيادة السلطة على أرض الوطن ، ولا قيادة حماس في قطاع غزة ، ولا القيادات الفلسطينية خارج الوطن واجهت الموقف بالمسئولية الواجبة ، إذ وقف الكل أمام الأزمة عاجزا عن اتخاذ قرار الحل محاطا بكل مقولات الرفض والتنديد وتوجيه الاتهامات ضمن عصبية "إدارة الظهر" .

فطرف كان يراهن على أن الانقلاب سينتهي خلال أيام وستدفع حماس ثمنا باهظا جراء ما أقدمت عليه ، وطرف ثان يقول بأن ما جرى في قطاع غزة سيقع كذلك في الضفة الغربية وأن السلطة الفلسطينية ستنهار ، وطرف ثالث يردد بأن قطاع غزة سيدار بإشراف مصري ، والضفة الغربية ستكون بإشراف أردني .

وطرف رابع وخامس وسادس .. !!

وأطلت علينا أشباح سيناريوهات متعددة .. التوسع باتجاه سيناء وقضايا التوطين والتعويضات ، والأزمة ما زالت قائمة بل تتفاقم يوما بعد يوم ، وعدد الشـهداء يرتفع ، وعدد المعتقلين يزداد ، ومعـاناة الناس تتعاظم .

وكم هو مؤلم ومخجل ما يتوارد على لسان بعض الناس الذين وصل بهم اليأسُ والقنوط دَرَجَةَ أن يُعلنَ شخص أنه يَعْرِضُ أولادهُ للبيع لأنه لا يجد ما يؤمن لهم طعامهم ، وإن توفرت النقود فالسوق خالية من المواد الاستهلاكية الأساسية ناهيك عن المواد الكمالية .

لا أدري كيف تنام عين مسئول أو ترتسم على وجهه ابتسامة كتلك الابتسامات "السَمِجَة" التي نراها لا تفارق وجوه المسئولين في اجتماعاتهم ولقاءاتهم وكأن حالة الحزن والألم والمعاناة والقهر التي تلف شعبنا لا تصل إلى ضمائرهم ولا إلى مشاعرهم .

عندما تمت الدعوة إلى عقد مؤتمر "أنابوليس" وما صاحبها من التهويل والتطبيل والتزمير ، وعمليات النخاسة السياسية وزيارات المسئولين وتحركاتهم ، "وتجحيش" مواقف الدول وحثها للحج إلى "أنابوليس" لأن الحل جاهز والتسوية ناضجة وهي بانتظار وصول المدعوِّين ليفرك "سليمان بوش" خاتمه فـَتـَـرُدَّ عليه جِنيَّةُ الحل قائلة .. "شبيك لبيك" .. !! .

لقد كتبت في فترة انعقاد المؤتمر : "إذا كان الرجوع إلى الوراء صعباً .. فيبدو أن التقدم إلى الأمام أكثر صعوبة في ظل الواقع الفلسطيني الحالي والواقع العربي المُغيَّبْ ، والمعطيات الدولية المعقدة "والمخزومة" بالإرادة الأمريكية والصهيونية .

لقد جربنا كل ألوان "القيء السياسي" ولم نُحقق هدفـاً إيجابيـاً واحـداً على طريق آلامنــا الطويل . وها نحن أمام آخر "القيئات" فهل نخرج بما يفتح أبواب الأمل أمام شعبنا ويوقف نزف معاناتنا ؟

ما يضيء شمعة على طريق الأمل ، وما يُعَمِّق هوة الخوف بالنسبة لنا هو الحرص الزائد والحركة التي لا تهدأ للولايات المتحدة الأمريكية من رئيسها حتى وزيرة الخارجية وكل أجهزتها السياسية والأمنية وكل أعوانها وأتباعها ، وضغتهم بضرورة حشد أكبر عدد من الدول للمشاركة في المؤتمر الخريفي ، والذي سينعقد بعد أقل من أسبوع في مدينة "أنابوليس" الأمريكية .

هناك تيار داخل الساحة الفلسطينية يقول المهم أن يذهبوا ، وتيار يضع شروطا على الذهاب ، وتيار ثالث ليس مع الذهاب .

بعد أيام سنكون في مواجهة مع الحقيقة ، ومع نتائج "القيئة" الأخيرة ومع ما سيخرج به هذا المؤتمر .

ساعتها لا بد من وقفة فلسطينية مسئولة تحتفل بوضع حجر الأساس أو تسدل الستار !! " .

أعتقد أن الستار يجب أن يُسدل بعد فشل "أنابوليس" . وأعتقد أننا يجب أن نتوقف عن انتظــار .. " الدبس من ... النمس " .

منذ انطلاق عملية السلام في مدريد ، واتفاقات "أوسلو" الخائبة وما تلاها من اتفاقات واتفاقيات ومؤتمرات من "شرم الشيخ" إلى "شرم الحبتي" ونحن ندور في حلقة مفرغة ، نبني قصورا من الآمال ، ويصور لنا محللو آخر الزمان وعرابو الحل أحلاماً دَفـَعَ شعبنا لسرابها آلاف الشهداء والأسرى والمعتقلين المنسيين في سجون العدو الصهيوني ومعتقلاته ، والذين نستعملهم كأوراقِ لـَعبٍ سياسيةٍ حسب متطلبات قواعد اللعبة ، وهم الأحق بأن يكونوا على رأس أولويـات تحركنا وقيامنا وقعودنا .

أعتقد يا سادة الملح .. يا من تتحدثون باسم الشعب أننا أمام الاستحقاق الأهم ، بأن نعيد للشعب أمانته .

ألا تستحق كرة الثلج المتدحرجة والتي تكاد تغطينا أن نقفَ وقفة مراجعةٍ لهذا المسار السرابي الذي لم يُعْطِ شعبنا شيئا ونقيِّمَ النتائج بعيدا عن نزعات العنترية والمزايدات والمحاصصات السلبية ، ونضع أصابع أقدامنا في عيون " عوران " المواقف ؟ .

ألا تستحق تراكمات الانقلاب وانهيار وحدتنا الوطنية ، وانشطار مشروعنا الوطني إلى تحرُّكٍ أكثرَ مسئولية من قِبَلِ قوى الشعب على أرض الوطن وخارج أرض الوطن لإعادة الروح للجسد الفلسطيني ؟

ألا تستحق تضحيات شعبنا أن نستلهم الموقف المطلوب من روح قائدنا الشهيد أبو عمار والذي نفتقده في هذه الأيام الصعبةِ علنا نجد المخرج ، وعلنا نضيء شمعة في هذا الظلام المحيق بنا ؟

ولعلها البداية قد بدأت في رسالة الأخ نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح التي وجهها للأخ رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي يوقد من خلالها شمعة في هذا الظلام .

يقول الأخ ملوح في رسالته ، وهذه مقتطفات منها :

" شخصيا، ومن موقعي كعضو في اللجنة التنفيذية لا أرى أن اللجنة التنفيذية تقوم بدورها كقيادة يومية للشعب الفلسطيني بحدوده الدنيا، وهذا يتطلب من وجهة نظري إعادة النظر بأسلوب عملها، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها:

1.لم تتوقف اللجنة التنفيذية منذ خروجي من المعتقل ومشاركتي فيها ولو مرة أمام دوائر المنظمة؛ وعمل هذه الدوائر، ولم يقدم لها تقرير عنها من الموكلة لهم مهام هذه الدوائر.

2.سفارات ومكاتب المنظمة، لم تقف أمام السفارات والمكاتب وعملها ومتطلباتها، وأمام تعيين السفراء الجدد، وهو مهمة من مهامها.

3.الصندوق القومي، لم تقف أمام الصندوق القومي، ولم تشكل مجلس الصندوق القومي، وكيفية تنمية الموارد الخاصة به، وآلية صرفها.



4.علاقة السلطة بالمنظمة، الكل يعرف أن السلطة شكلت بقرار من المجلس المركزي، وبقيت العلاقة بينهما ملتبسة باستثناء القرارات العامة، فهناك حاجة ماسة لتحديد طبيعة العلاقة سياسيا وعمليا، خاصة بعد أن تحولت السلطة بـأكثر من جانب من جوانب عملها بديلا عمليا للمنظمة ]وزارة الخارجية، التمثيل الخارجي، ...[. إضافة إلى أن اللجنة التنفيذية لم تتوقف أمام أداء السلطة لمهامها كونها المرجعية السياسية والقانونية للسلطة.

5.قضايا محددة؛ هناك توقف لعمل ودور الكثير من دوائر المنظمة وفي مقدمتها، الدائرة السياسية وعلاقتها باللجنة التنفيذية وبالسفارات والمكاتب التمثيلية، ودائرة شؤون اللاجئين وعلاقتها بتجمعات اللاجئين وبمؤتمرات اللاجئين في الخارج، وبعام النكبة وغيرها، وهيئة العمل الوطني وعلاقتها باللجنة التنفيذية سياسيا وعمليا، وهناك دوائر أخرى موجودة على الورق فقط.

6.هناك أعضاء في اللجنة التنفيذية لا دور لهم سوى الاجتماع لأنهم لم يتسلموا أية مهمة أو دائرة، وأكتفي بذكر حالتي كمثل على مثل هذه الحالة.

ثانيا: الشراكة:

سأكتفي بطرح هذا الموضوع كعنوان سياسي، لأن له تجليات عدة وأهمها أنني لا أشعر بأننا شركاء حقيقيين في القرار السياسي وفي تطبيقه العملي، أحيانا كثيرة نلمس عكس ذلك في الكثير من الميادين ومجالات العمل المختلفة. أكان ذلك في دوائر المنظمة ومؤسساتها أو مؤسسات السلطة الوطنية.

ثالثا: اللجنة التنفيذية، تحتاج إلى وضع إستراتيجية عمل وتحديد الخيارات والبدائل لكل القضايا الكبرى التي تواجهنا وفي المقدمة؛ الانقسام وما الذي علينا عمله..؟ وما الذي يمكن عمله لإنهاء هذه الحالة التي تغذيها إسرائيل، وتضعف وضعنا الذاتي فلسطينيا وعربيا ودوليا. المفاوضات، الموقف منها ومن إدارتها، والبدائل والخيارات، في ظل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات، وفشل المفاوضات، وإفشالها من إسرائيل.

رابعا: الأهل في بلدان التهجير والاغتراب وتجنيدهم لخدمة أهدافنا الوطنية وفي مقدمتها حق العودة، الآليات المطلوبة لذلك.

خامسا: التحالفات الشعبية والرسمية والعربية والدولية، والمستندة لحقوق شعبنا، وتوطيد هذه التحالفات وبناءها على أسس ثابتة. "



لا أعتقد أن هناك حاجة لشرح أو توضيح أكثر مما جاء في هذه الرسالة على لسان مناضل ورجل مسئول ليضيف للقول بأننا أمام حالة عجز وفراغ كبيرين .

حركة فتـح بتاريخها وثقلها وقيادتها للنضال الفلسطيني ، تتحمل الجانب الأكبـر في بقـاء الأوضاع على ما هي عليه ، وتقع عليها المسئولية في الخروج من الأزمة بدرجة المسئولية ذاتها .

لقد وَجَّه الكثيرون من أبناء الحركة المخلصين نقداً بناء لدور قيادة الحركة في إدارة الأزمة ، وعبروا عن عدم الرضى للأداء المتواضع والذي يصل إلى درجة المساءلة ، وقوبل موقف هؤلاء الإخوة بفهم مجزوء من قيادات متقدمة في الحركة وهو جزء من سر البلاء وسببه والذي لا تتم معالجته إلا بإعادة الروح للحركة واستكمال مؤسساتها وتفعيل دور هذه المؤسسات التي حمت مسيرة الحركة طوال سنوات النضال منذ انطلاقتها .

أمام القيادة خيار هو الإسراع في عقد مؤتمرها السادس بعيدا عن مفاهيم التوافقية لإرضاء هذا التيار أو ذاك ، وإعادة اللحمة التنظيمية التي افتقدناها خلال السنوات الماضية وإلا فالخيارات متعددة والنتائج لن نكون في مصلحة فتح التي يدعي الكثيرون وصلا بها ويتباكون عليها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عـــــجز أمام الأزمــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبراس :: نصوص وشخصيات مضيئة-
انتقل الى: