منتديات نبراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبراس

منتدى يهتم بعالم الابداع و التربية والتعليم والثقافة و الحوار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظرية أركون عن سبب انتشار الحركات الأصولية-تابع-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sadouki
Admin
sadouki


المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
العمر : 60

نظرية أركون عن سبب انتشار الحركات الأصولية-تابع- Empty
مُساهمةموضوع: نظرية أركون عن سبب انتشار الحركات الأصولية-تابع-   نظرية أركون عن سبب انتشار الحركات الأصولية-تابع- I_icon_minitimeالسبت أبريل 19, 2008 4:51 pm

ويري أركون في آخر تصريحاته أن بن لادن هو عبارة عن فقاعة إيديولوجية كبري. وما كان بالإمكان أن يشغل الناس أو أن يلقي تجاوباً لدي قطاعات واسعة من الرأي العام الإسلامي أو الشارع العربي لولا الانحطاط الفكري المزمن والمتواصل منذ سقوط الحضارة الكلاسيكية علي يد المغول عام 1258م. وبالتالي فالقنابل الأمريكية الملقاة علي أفغانستان أو العراق ليست هي التي ستحل مشكلة بن لادن، وإنما القنابل الفكرية التي ستجيء من داخل العالم الإسلامي بالذات.
والمقصود بالقنابل الفكرية هنا إضاءة التراث الإسلامي بشكل لم يسبق له مثيل من خلال تطبيق المناهج التاريخية والنقدية عليه كما يفعل المستشرق الألماني الكبير جوزيف فان ايس مثلاً. فقد أصدر مؤلّفاً ضخماً عن علم الكلام والمجتمع في القرون الهجرية الأولي وبين كيفية انبثاق العقائد والفرق الإسلامية بشكل تاريخي وسوسيولوجي دقيق. وهكذا أعطي صورة واقعية عن التراث الإسلامي لا صورة تبجيلية أو غيبية أو طائفية أو مذهبية كما نفعل نحن في مدارسنا وجامعاتنا وكليات الشريعة وكل المعاهد التقليدية التي اصبحت عالة علي نفسها وعلي العصر. ويمكن ان نذكر ايضا بالاضافة إلي أبحاثه الرائدة ما تفعله الموسوعة القرآنية التي صدرت تباعاً في هولندا والتي تضيء النص الأعظم بشكل لم يسبق له مثيل أيضاً من خلال دراسة كل كلمة من كلمات القرآن علي ضوء علم فقه اللغة، والألسنيات، والتاريخ، والاجتماع، وعلم الأديان المقارنة، ودراسة المعجم اللفظي الأجنبي في القرآن وعلاقته بعصره وظروفه التاريخية في شبه الجزيرة العربية، وعلاقته أيضاً بالنصوص السابقة له. وبالتالي فينبغي تجديد الفكر العربي-الإسلامي من أساساته وينبغي تجديد برامج التعليم كلها من الابتدائي وحتي الجامعي علي ضوء النتائج التي توصل إليها العلم الحديث فيما يخص تراثنا الإسلامي العريق. لا ينبغي لتعليم القرون الوسطي أو فقه القرون الوسطي أن يستمر إلي الأبد. نحن بحاجة إلي فقه جديد ايها السادة: فقه يليق بالقرن الواحد والعشرين. فالشريعة ينبغي ان ترافق تطور الحياة والمجتمع والمستجدات. . ولكن إذا ما استمر الأمر علي هذا النحو في العالم العربي فإن تفريخ الإرهابيين وذوي العقليات المغلقة والظلامية سوف يستمر.
ويري أركون أن بن لادن وأشكاله ما هم إلا نتيجة منطقية لقطيعتين كبيرتين يعاني منهما الفكر العربي: الأولي داخلية، والثانية خارجية.
أما القطيعة الداخلية فتخص نسيان العرب والمسلمين بشكل عام للفترة المبدعة والمضيئة من حضارتهم الكلاسيكية. وهي الفترة الممتدة منذ ظهور الإسلام وحتي موت ابن رشد عام 1198 أي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. في تلك الفترة حصل تفاعل خصب وخلاق بين الفكر الإسلامي من جهة والفلسفة الإغريقية من جهة أخري. وعن هذا التفاعل نشأ تيار النزعة الإنسانية والعقلانية العربية التي تجسدت في شخصيات فكرية كبري كالجاحظ، والتوحيدي، ومسكويه، وابن سينا، والمعري، وابن رشد، وعشرات غيرهم. . وكنا قد تعرضنا إلي ذلك سابقا.
هذه الفترة المبدعة والمضيئة نسيها المسلمون بعد القرن الثالث عشر، أي بعد الدخول في عصر الانحطاط وإغلاق المرحلة الذهبية من تاريخهم. ولم يعودوا يتذكرون من الإسلام إلا التيار الفقهي الضيق المعادي للعلوم الدخيلة كما كان يقول ابن قتيبة (أي الغزو الفكري في لغتنا المعاصرة). بمعني آخر، فإن التيار الأصولي، أي تيار الإخوان المسلمين وبن لادن والطالبان والخميني منتصر في الساحة الإسلامية منذ سبعمائة سنة علي الأقل وليس منذ الأمس أو البارحة! فبعد أن قام الغزالي يرد فعل عنيف علي الفلسفة وأوقفها عند حدها في المشرق لم تقم للفكر العقلاني قائمة في أرض الإسلام.
صحيح أنها انتقلت بعدئذ إلي المغرب والأندلس وازدهرت علي يد ابن الطفيل وابن باجة وابن رشد وسواهم. ولكن ابن رشد فشل في مواجهته مع الغزالي. فكتاب تهافت التهافت الذي ألَّفه لم يستطع أن يوقف الآثار السلبية المدمرة لكتاب تهافت التهافت للغزالي. نقول ذلك علي الرغم من عظمة الغزالي وأهميته علي أصعدة اخري. ولكنه وجه ضربة موجعة للفكر العقلاني الفلسفي السببي. ثم جاء بعده ابن تيمية لكي يكمل العملية ويجهز علي ما تبقي من عقلانية وانفتاح في الفكر العربي الاسلامي. ومعلوم ان كل الحركات الاصولية المعاصرة تنسب نفسها اليه وتعتبره مرجعيتها العليا. هل سمعتم بتيار أصولي ينسب نفسه إلي الفارابي أو ابن سينا أو ابن رشد أو حتي المعتزلة؟ مستحيل. ولكن ربما كان هذا الحكم قاسيا ومجحفا في حق شيخ الاسلام أحمد ابن تيمية. فالواقع ان فكره كان اكثر تعقيدا وخصوبة باعتراف اركون نفسه. فالرجل له باع طويل في كافة العلوم النقلية كما العقلية. صحيح انه هاجم الفلسفة بعنف ولكن عن معرفة لا عن جهل علي عكس قادة الاصوليين اليوم. وبالتالي فلا يمكن مقارنتهم به وبعظمته الفكرية. ولا ريب في انهم فهموه خطأ وبالتالي فلا يحق لهم ان يصادروه أو ينسبوا أنفسهم اليه.
مهما يكن من أمر فان المعركة انتهت بهزيمة الفلسفة والفكر العقلاني في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي. وذلك لان الفقهاء المالكيين الأشداء انتصروا علي فلاسفة الاندلس وسحقوهم سحقا بل وأذلوا ابن رشد في أواخر أيامه عندما كان ذاهبا مع ابنه للصلاة في المسجد. وهي هزيمة لا نزال ندفع ثمنها حتي هذه اللحظة. ولولاها لما كان التيار الأصولي يسيطر علي الشارع حالياً. ولا ينبغي ان ننسي سحق الحنابلة للمعتزلة بدءا من أيام المتوكل الذي انقلب علي سياسة المأمون العقلانية وانتهاء بالقادر بالله الذي أباح دمهم في نص شهير قرئ علي رؤوس الأشهاد في جوامع بغداد. . وبالتالي فالقصة قديمة جداً وليست حديثة العهد. وهزيمة الفكر عمرها ألف سنة في العالم العربي. ولولا ذلك لسهلت مواجهتها. فأنت لا تواجه فقط قرنا أو قرنين من الجمود والانحطاط وانما عشرة قرون أو حتي اكثر. من هنا صعوبة المواجهة وتعقيدها وحقيقة انها سوف تستغرق زمنا طويلا.
أما القطيعة الثانية التي يعاني منها الفكر العربي والتي أدت أيضاً إلي توسع التيار الأصولي السلفي في كلا العالمين العربي والاسلامي فهي أشد خطورة في الواقع. إنها تتمثل في انقطاعنا عن الحداثة الأوروبية لمدة قرون عديدة. فهذه الحداثة التي ابتدأت في القرن السادس عشر وتواصلت متصاعدة وفاتحة حتي القرن العشرين لم نبتدئ بالتعرف عليها إلا في النصف الأول من القرن التاسع عشر أيام عهد التنظيمات العثمانية أو الثورة الاصلاحية لمحمد علي الكبير بالاضافة إلي الثورة الفكرية لبطرس البستاني وغيره من الاعلام اللبنانيين والسوريين.
وبالتالي فالسؤال الذي يطرحه أركون هو التالي:
ماذاكان يفعل شيوخنا في عهد الأمبراطورية العثمانية طيلة القرون التالية: السادس عشر فالسابع عشر فالثامن عشر؟ ولماذا لم يسمعوا باسم غاليليو ، أو ديكارت، أو فولتير، أو نيوتن، أو كانط، أو روسو، أو بقية العلماء والفلاسفة الذين صنعوا الحداثة في أوروبا؟ ولماذا لم يُترجَم كتاب واحد لهؤلاء قبل القرن التاسع عشر وأحياناً قبل القرن العشرين؟ أين كان العقل العربي آنذاك؟ وأين كان العقل الإسلامي؟ ولماذا كان يغط في نوم عميق؟ ولماذا كل هذا الانقطاع عن ركب الحضارة والإنتاج والإبداع؟! وكيف يمكن ان نلحق بالركب بعد ان سبقنا بسنوات ضوئية؟
الآخرون يصنعون العلم والفكر والحضارة ويحققون الاكتشافات تلو الاكتشافات ونحن ننام علي التاريخ نومة أهل الكهف.. هذا هو سبب ما يحصل لنا الآن. وبالتالي فلا يستغربنَّ أحد سيطرة المتطرفين والجهلة علي الساحة العربية والإسلامية أو علي الشارع الباكستاني والايراني والمغربي والمشرقي. . فهناك أسباب عميقة لذلك، بل وأكثر عمقاً مما نظن. .
ثم يختتم أركون كلامه قائلاً: ما دام الشيوخ السلفيون يسيطرون علي وعي الملايين من خلال فتاواهم ومواعظهم وبرامجهم الأسبوعية علي الفضائيات المتزايدة اكثر فاكثر، فإن الفكر العقلاني سوف يظل مهمّشاً ومحصوراً ببعض البيئات الضيقة للمثقفين الطليعيين المطاردين في الداخل والخارج (معظمهم يعيش في المنافي الأوروبية أو الأمريكية حالياً). وأما من بقي في الداخل فلا يستطيع ان يتنفس إلا بشق النفس. .
وبالتالي فالبحث العلمي والنقدي الحر عن التراث الإسلامي سوف يظل معطَّلاً إلي أجل غير مسمَّي. ولا أحد يتجرأ علي فتح كلية لعلم الاجتماع الديني أو لتاريخ الأديان المقارنة أو لفلسفة الدين. نقول ذلك علي الرغم من ان هذه الكليات هي وحدها القادرة علي تقديم صورة أخري عن التراث الديني غير تلك التي تقدمها كليات الشريعة والمعاهد التقليدية والفضائيات التلفزيونية وحتي صفحة التراث في الجرائد الكبري. نعم إن معركة التنوير العربي الإسلامي قد اندلعت علي مصراعيها أو أوشكت أن تندلع. ولن تكون بأقل خطورة وصعوبة من المعركة التي خاضها فلاسفة أوروبا ضد الأصولية المسيحية في نسختها الكاثوليكية البابوية الرومانية المتعصبة. ومن يعش يري. ولكن ذلك لا يعني اطلاقا القضاء علي الدين كما يزعم بعضهم وانما القضاء علي الفهم المتعصب للدين وتقديم صورة اخري اكثر اشراقا وتسامحا عن تراث الاسلام العظيم.
................................................
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nibras.ahlamontada.com
 
نظرية أركون عن سبب انتشار الحركات الأصولية-تابع-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبراس :: فكر-
انتقل الى: