استراحة
عدت من عملى اليوم مرهقا فوق العادة ..اقدامى تولمنى وكاننى امشى فوق قطع من الحديد الحاد ..وعيونى حمراء وكاننى قضيت ليلة الامس فى بارات المدينه ..زهناك حمل ثقيل على صدرى كتابوت يحتوى على عشرين جثة قديمه .
عدت احمل اقدامى فى كفى من التعب ..ولسانى صامت لا يود ان يشتكى لاحد ..وهرولت بعد ان فتحت الباب الى غرفة نومى ..نظرت الى الحمام لاشترى رشة ما على جسدى لكننى لم اكن امتلك حتى القوة لفتح صنوبو الماء ..والقيت نفسى فوق فراشى محاولا ان اغمض عيونى الى لحظات لا ستعيد بعضا من نشاطى وحيويتى ..
لا ادرى لماذا اشعر اليوم بجبل التعب ينام فوق اكتافى .. وفيضان من الوحل الغثيانى يدخل الى اعماق اوردتى ..وان كل الكلمات التى تصف حالات الحزن الرمادى تمشى معى فى كل ثوانى يومى .
اطفئت المروحة والنور ووضعت راسى تحت لحاف ما ..اريد ان اختفى من كل شىء وعن كل شىء ..مرهق جدا متعب جدا ولعلنى اردت ابكى قليلا لوحدى ..وان ابكى كثيرا لوحدى ..هناك شىء ما ثقيل فى داخلى اليوم ..هناك مدينة من الضوضاء فى راسى ..وكاننى سيارة قديمة بلا عجلات تحاول الصعود الى قمة ما ..
ولا ادرى هل عفوت قليلا ام لا عندما سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتى ..حاولت ان اتجاهل الطارق فلا اعرف احدا سيطرق باب غرف نومى فى هذه اللحظات .. ولكن الطرق تعالى واصبحت ضوضاء غير محتمله ..فقمت فى غضب هائل من تختى وكنت عازما على البصق من وجه من طرق الباب او طرده فى كل غضب ..فانا متعب ومرهق اريد ان انام ،،
وحين فتحت باب غرفة نومى ..شعرت ان الف شىء صغير قد قفز الى صدرى وكتفى وراسى ..وان هذه الاشياء الصغيرة بدات بالدخول الى فمى وانفى وحنجرتى ..وشعرت بخوف هائل وقبل ان اتمالك شجاعتى سمعت اصواتا تتحدث لى
نحن حروفك الابجديه لا تخف ..نحن الالف والباء والسين والشين ..لا تخف نحن الفكرة التى تجول فى راسك ..والمقالة التى تريد الولادة ,, ونحن القصيدة والقافيه ..اه لا اريد ان اكتب اليوم شيئا لا اريد ان اجلس الى مكتبى ..قد كرهت الحرف والقصيدة ..اريد ان انام ان ارتاح ..وحين حاولت العودة الى فراشى قفزت الحروف الابجديه معى وملئت مخدتى ..وتحولت الى ابر ..فصرخت من الم الصمت ..وحاولت الحروف الضغط على عنقى لقتلى ..فقزت معها واسرعت الى مكتبى لاكتب لكم هذه المقالة الخرافيه .
انا يا سادة رجل مجنون لا ارتاح الا حين اكتب شيئا ما ولا انام الا حين اتخيل سيدتى تطالع احرفى وتبتسم قليلا ..واحرفى هى الراحة الانسانيه الى تحملنى الى النوم .
انا واحرفى وقصائدى ضيفكم الثقيل الذى يرفض ان يترككم وكاننى طفل مدلل يطالب الجميع بتدلليه وحبه فاعتذارى عن حروفى المتناسله دائما بين ايديكم ..