استوقفني مقال للأخ إلياس خــوري في جريد القدس العربي التي تصدر في لندن عــدد يوم الثلاثاء 18 مارس 2008 ، تحت عنوان : هل نسميه عجــــــــزاً ؟ .
كما استوقفني تصريحان . تصريح للسيد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس ، وتصريح للسيد أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان . على عدد من المواقع الإعلامية الفلسطينية أيام 16 و 17 مارس 2008 .
وثالث الإستيقافات ما أثير حول تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء زيارته لموريتانيا يومي 15و16 مارس 2008 وهي زيارته الأولى بعد التحولات التي تمت هناك قبل ثلاثة أعوام ، وما أعقب هذه التصريحات من استياء واسع في الشارع الموريتاني رغم تصوير الزيارة بالناجحة ، وقد جاء في بيان صدر عقب الزيارة يشرح بطريقة ساذجة بأن الرئيس أبا مازن قال لرؤساء الأحزاب الموريتانيين إن الفلسطينيين لم يستشاروا عند إقامة علاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل ، سواء كانت علنية أو سرية ، وأن العرب ذهبوا إلى مدريد من دون التنسيق مع الفلسطينيين .
التوقف الأول .. مقال الأخ إلياس خوري .. ( هل نسميه عجزا )
رأيت أن أقتطف فقرات من المقال لفائدة القارئ الكريم الذي ربما لم يتمكن من الاطلاع على المقال إذ يقول : استطيع أن أتفهم موقفا فلسطينيا يدعو إلي استنباط أشكال جديدة للنضال في الضفة الغربية، بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي نجح في تحويل غزة سجنا كبيرا. بل استطيع أن أتبني سياسة نضالية مرحلية تدعو إلي النضال السلمي، لكنني لا استطيع أن افهم هذا التخلي عن كل نضال إلا في وصفه انهيارا سياسيا وأخلاقيا، لا يليق بمن يدعي انه يرث ياسر عرفات.
ويقول في موضع آخر ..لماذا بقيت بلعين نموذجا لا يحتذي؟ ولماذا تبدو القيادة السياسية الفلسطينية وكأن لا علاقة لها بالموضوع؟ إذا كنتم علي اقتناع بأن العمل المسلح لا يفيد، فلماذا لا تبادرون إلي المقاومة الشعبية السلمية، وتخرجون من منازلكم وامتيازاتكم وتتصدروا صفوف احتجاجات جماهيرية منظمة تحمل شعلة مقاومة احتلال بات من المتفق عليه انه ليس في وارد التخلي عن الضفة الغربية، وعن مشروعه لتحويل فلسطين إلى معازل عنصرية مقفلة.
وفي موضع آخر يقول : لم يسبق للقضية الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة عام 1965، أن مرت بمحنة قيادة كالمحنة التي تمر بها اليوم. ففلسطين المحتلة صارت مكانين، الأول في الضفة والآخر في غزة، وفلسطين الشتات صارت في أمكنة لا تحصي، والقرار الفلسطيني المستقل، ذهب إلي القبر مع ياسر عرفات. إننا أمام ما يشبه النكبة الجديدة، التي لم تعد هذه القيادات قادرة علي إخراجنا منها، لأنها صارت احد مسبباتها، والمستفيدين منها. أي أن الطريق إلي فلسطين، والطريق في فلسطين، لهما اسم واحد هو المقاومة. والذين يتحدثون عن ضرورة عدم تقديس السلاح محقون شرط عدم التخلي عن المقاومة الجماهيرية، والذين يدعون إلي الاحتفاظ بالسلاح محقون أيضا، شرط أن يكون السلاح في خدمة الشعب وقضيته، لا أن يكون وسيلة لصراع داخلي مفتوح علي أفق جحيمي اسمه الصراع علي السلطة.
وفي موضع آخر ينهي مقاله : الأمل هو في القوي الحية داخل الحركة الوطنية، في أن تبدأ مسيرة نضالية جديدة، بعيدا عن القيادة، وتتولي بعث الروح في حلم الانتفاضة، عبر نضالات ملموسة، قد تتخذ اليوم شكل النضال السلمي الجماهيري، لكنها لا تتخلي عن النضال المسلح، لأن المقاومة جسم واحد متعدد الأشكال، ولأنها هي الطريق إلي فلسطين .
في اعتقادي أن هذا الوضوح لا يحتاج إلى توضيح . ولا إلى فلسفة تحليلية تجعل من الحبة قبة أو من النهر قطرة .
التوقف الثاني .. وهو الذي يحمل عنوان هذا الكلام ..
كمنجة حماد وربابة حمدان !!
فقد بات من المؤسف حقا اختزال النضال الفلسطيني وتضحيات شهدائنا ومعتقلينا ومعاناة شعبنا ، وحصيلة النضال الذي بدأته حركة فتح منذ انطلاقتها عام 1965 وتحملت مسئولياته وأعبائه وانتصرت في معارك تثبيت الهوية الفلسطينية والقضية الفلسطينية على خارطة العالم السياسية بعد أن كان يرمز للفلسطينيين بصورة خيمة مكتوب إلى جانبها عبارة ( وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ـ أونروا ) .
استطاعت فتح تغيير هذه الصورة واستبدالها بصورة الفدائي المقاتل الذي يمثل كرامة الأمة وعزتها وهي خارجة من هزيمة كادت أن تأتي على بقايا الأمل الذي يحلم به كل عربي في استرداد حقوقنا وكرامتنا ودورنا في هذا العالم . فبعد هذا التاريخ النضالي المشرف الذي اعترف به العالم ، وبعد ما يزيد على أربعين عاما من الجهاد والكفاح تتقزم الصورة لنجلس على كرسي في مقهى إن سلم من القصف أو مداهمة قوات الاحتلال لنستمع إلى كمنجة حماد أو ربابة حمدان .. سيلتقي الرئيس مع مشعل .. لا .. لن يلتقي الرئيس مع مشعل !! مع احترامي للرجلين .
يا ســـــــلام ,,,
أين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي نسمع قراراتها ولا نعرف أعضاءها .
أين مؤسسات العمل الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية التي بناها شعبنا بدمه ولقمة عيشه ، هل تحولت إلى كمنجة وربابة في يد فلان أو علان ؟
سؤال نطرحه على الشارع الفلسطيني ليجيب عليه فهو صاحب الحق وهو سيد الشرعية .
ولا أريد أن أقول كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش ..
الكمنجات تبكي على العرب الذاهبين إلى الأندلس ..
الكمنجات تبكي على العرب الخارجين من الأندلس ..
فبين الذهاب والخروج ..
محطة يجب أن نقف أمامها بكل جدية ومسئولية .
التوقف الثالث .. وهو كما قلت في بداية المقال .. ما أثير حول تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء زيارته لموريتانيا يومي 15و16 مارس 2008 . إذا نسبت وكالات الأنباء بأن الرئيس محمود عباس قال للصحفيين في معرض رده على سؤال حول العلاقات مع العدو الصهيوني : إن موريتانيا دولة ذات سيادة وهي حرة في إقامة علاقات مع إسرائيل.
وهو ما انعكس سلبا على غالبية الموريتانيين إن لم نقل كلهم بأن يستمعوا إلى رئيس فلسطيني يدلي بمثل هذا التصريح وهم الذين كانوا وما زالوا وسيظلون أكثر الشعوب العربية والإسلامية إيمانا ودعما وتأييداً للقضية الفلسطينية ، وما زاد الطين بٍلـَّة كما يقول المثل أن يصدر عقب الزيارة بيان يُسطِّح الأمر بشكل ساذج زاد من حدَّة الاستغراب في الأوساط السياسية والمثقفة الموريتانية القول : إن الفلسطينيين لم يستشاروا عند إقامة علاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل ، سواء كانت علنية أو سرية ، وأن العرب ذهبوا إلى مدريد من دون التنسيق مع الفلسطينيين .
يفهم من هذا الكلام بأن أطرافاً عربية استشارت الجانب الفلسطيني في موضوع إقامة العلاقات مع العدو الصهيوني . وذهاب العرب إلى مدريد دون تنسيق مع الفلسطينيين .. فكيف ذهب الوفد الفلسطيني ضمن الوفد الأردني كمخرج لأن العــدو الصهيوني كان رافضا لفكرة مشاركة فلسطينية في المؤتمر ، ومجمل الكلام يصب في معنى معاكس لما قصدته العبارة .
ولأن كثيرا من البخور الرخيص قد أحرق حول الزيارة ، وحرصا على حاسة التذوق لدى الناس فقد رأيت أن أطلع القارئ الكريم على ما كتب ونشر أثناء الزيارة وبعدها .
النائب الأول لحزب التحالف الشعبي السيد الخليل ولد الطيب ..
بعد ذلك تحدث النائب الأول لحزب التحالف الشعبي السيد الخليل ولد الطيب الذي انتقد تصريحات الرئيس أبو مازن في نواكشوط حول علاقات موريتانيا بإسرائيل قائلا "إن الشعب الموريتاني اعتبر تلك التصريحات بمثابة دعم مباشر للتطبيع مع إسرائيل وهو ما يرفضه الشعب وتعارضه الأحزاب".
رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" النائب محمد جميل ولد منصور ..
أما رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" النائب محمد جميل ولد منصور فقد خاطب الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" قائلا : "مواقفنا معروفة بالطبع ونعرف من أين نستقي معلوماتنا عن القضية الفلسطينية، ولن ندخل في تفاصيل الوضع الداخلي" متسائلا عن "جدوى المفاوضات في ظل وجود خصم شرس وراع منحاز وسلطة متذبذبة بين خيار الاستسلام والسلاح إن لم تكن حسمت أمرها لصالح الأول مذكرا بتاريخ الحركات المكافحة في الغرب والشرق والواقع المزري الذي تعيشه السلطة حاليا" .
محفوظ ولد اعزيزى رئيس حزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي ..
هاجم سياسات السلطة الفلسطينية قائلا "إنها المرة الأولى التى يرى فيها ثائر من أجل أرضه يدفن سلاحه في الرمال" وقال مخاطبا الرئيس أبو مازن "إن موقفكم وخطكم مع دول وحركات الممانعة وليس مع المحتل الغاصب للأرض".
المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة ..
استنكرت "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة" تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقده أمس، والتي فهم منها البعض عدم إضرار العلاقات الموريتانية الإسرائيلية بمصالح الشعب الفلسطيني قياسا لمساهمة تركيا ومصر في القضية الفلسطينية رغم وجود علاقات لهما مع إسرئيل.
وقالت المبادرة في بيان تلقته "ونا" إنه "كان الأولى بالرئيس الفلسطيني أن ينحاز للشعبين الموريتاني والفلسطيني الرافضين لأي تقارب مع الصهاينة بدل التخندق في صف الأنظمة المطبعة..
- معتبرة " التصريح استخفاف بموريتانيا، وصفعة لشعبها المقاوم، كان الأولى اعتبارها على الأقل شأنا داخليا – وأهل مكة أدرى بشعابها-."
وطالبت المبادرة الرئيس الفلسطيني ب:
• اعتماد الحوار سبيلا أوحد لترتيب البيت الفلسطيني من الداخل،
• قطع المفاوضات العبثية مع الصهاينة،
• الالتفاف والتعاضد مع الشعب الفلسطيني بجميع شرائحه ومكوناته،
• وجددت المنظمة الطلابية مطالبتها للرئيس وللحكومة الموريتانية بقطع العلاقات المدانة مع الصهاينة كما التزموا بذلك.
وأبدت المبادرة عتبها "على السفارة الفلسطينية في عدم توجيه دعوة لها أو إعلامها بالزيارة، أحرى برمجة لقاء لها مع الرئيس، قائلة إن ذلك "حق طبيعي لنا كأقوى هيئة مختصة بالدفاع عن القضية الفلسطينية وأهمها وأنشطها على الساحة الوطنية بشهادة الجميع، فإننا نبارك الزيارة ونؤكد على أهميتها.
الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني ..
أعرب الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني عن استغرابه للتصريحات المنسوبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بالعاصمة نواكشوط يوم أمس والتي قال فيها إن العلاقات مع الكيان الصهيوني لم تضر بالقضية الفلسطينية، بل أكثر من ذلك خدمتها مقدما على ذلك أمثلة من مصر وتركيا وموريتانيا.
وقال الرباط في بيان تلقت "صحراء ميديا" نسخة منه إن هذه الشهادة
المجانية جاءت "في ختام زيارة مشبوهة لتمثل" دعما نوعيا" للمجهود الصهيوني الرامي لتثبيت علاقاتهم مع موريتانيا بعد أن أجمعت كل القوى السياسية الموريتانية موالاة ومعارضة على ضرورة القطع الفوري لهذه العلاقات في هذا الوقت الذي يسدر فيه الصهاينة في بطشهم ضد أهلنا في الضفة وغزة وفى كل أرض فلسطين السليبة".
وأضاف البيان: " إنه لأمر غريب على كل القيم الوطنية والنضالية الفلسطينية أن يكون عباس وفريقه شديدو الحساسية من أي علاقة مع أبطال حماس والجهاد وغيرهما من قوى المقاومة الشريفة في الوقت الذي ينظرون فيه بحميمية وعطف إلى العلاقات مع الكيان الصهيوني ويأتون لأقصى بلاد المسلمين مروجين لمنافع موهومة لهذه العلاقات التي لم تجن منها مصر وموريتانيا وتركيا غير فساد الأخلاق والزراعة" .
وأكد الرباط الوطني إدانته لهذه التصريحات ويعتبرها " خدمة تطبيعية " بامتياز ليعلن مقاطعته للقاء الذي كان مبرمجا صباح اليوم الأحد مع رئيس السلطة الفلسطينية، ويأسف لهذه للتصريحات التي لم تسمح له أن يكون أول المرحبين بمن يحمل علم فلسطين ويتحدث باسمها.
صديق موريتاني قال لي .. يتغير الأشخاص وتتغير المواقف .. لكننا في موريتانيا لا نتغير تجاه فلسطين .
موضوع: كمنجة " حَمّـــاد " و ربابة " حَمـْــدان " 
الثلاثاء مارس 25, 2008 12:24 pm
