ديوان (قلب من خوص) يحط الرحال بفاس

ديوان (قلب من خوص) يحط الرحال بفاس
إدريس الواغيش
فاس / المغرب

بمناسبة احتفال مدينة فاس بمرور 1200 سنة على تأسيسها ، الذي تزامن هذه السنة مع احتفالات عيد المولد النبوي الشريف ، حط الرحال بفاس الشاعر السعودي إبراهيم عبد الله الجريفاني في أول زيارة له للمغرب ، قصد توقيع ديوانه الجديد (قلب من خوص) ، بعد محطات بيروت ، القاهرة ، الرياض . وهو المؤلف الثالث له بعد (أضواء على البولينج) و(بوح المشاعر). حضر حفل التوقيع عدة فعاليات ثقافية وصحفية ، في مقدمتهم القائم بأعمال السفارة السعودية بالرباط ، والشاعر الكبير ، قيدوم الشعراء ، الأستاذ محمد السرغيني ، إضافة إلى حرمه الدكتورة خولة ، وحشد من عشاق الكلمة المعبرة ، وأصدقاء القصيدة.
في البدء كان للكلام الجميل حضوره المتميز، أزال دهشة السكون المخيم على المدرجات. فعزفت سميرة خاتمي ، الشاعرة الموهوبة ، على أوتار أبياتها أنغاما وكلاما أميرا، فقرأت قصائد لها ، بصوتها الطروب ، وحركاتها المتميزة. جاء بعدها الشاعر علي العلوي ، لينشد زجلا في تناغم مع الفصيح ، ثم الأستاذ عبد النبي الشراط ليلقى كلمة بالمناسبة ، بعده رحب الدكتور عبد العزيز حليلي باسم مجلس المدينة ، نيابة عن عمدتها السيد حميد شباط ، فالأستاذ رشيد بناني (مدير المركب الثقافي) في قراءة نقدية للديوان.
بعد هذا البساط الجميل من الكلمات الشاعرة والمعبرة ، جاء دور الشاعر إبراهيم عبد الله الجريفاني ، خفيفا في ظله ، ليبدأ (أبو فرح) جولته فوق الخشبة بخفة عصفور ، ورشاقة فراشة ، معبرا بلغة الدبلوماسي المحترف ، عن علاقة المغرب التاريخية ، والروحية مع المملكة العربية السعودية.
قرأ الشاعر إبراهيم نصا راوده ، استجابة لمشاعره الجياشة نحو مدينة فاس ، التي أحبها من أول نظرة ، كما يبدو ، فقرأ قصيدته : (في فاس قلب يستحق العشق). بالإضافة إلى نصوص أخرى من ديوانه (قلب من حوص) نالت استحسان الجمهور النوعي الحاضر في صبيحة الأحد 23 مارس 2008 ، فصفق له طويلا ، انسجاما مع قراءاته الشعرية. النصوص التي قرأها ، كانت في غالبيتها مقاربة لنظرة الأمس واليوم ، من خلال جيل عايش الجيلين ، وعلاقة المرأة بالرجل ، وما عرفته من تغيرات ، لظروف أحدثها مجتمع اليوم ، بكل تلويناته وتعقيداته. معترفا أخيرا أمام إصرار القصيدة ، أن الإنسان المشرقي مهما تقدم في السن ، يبقى طفلا في داخله ، وما على المرأة إلا البحث عن هذا الطفل.
انتهى الحفل بتوقيع الديوان من قبل الشاعر(أبو فرح) تاركا انطباعا جميلا عنه ، وعن الشعر الخليجي بشكل عام. وفي تبادل للمشاعر بين الشاعر وعشاق الكلمة الأصيلة ، اعتبر الشاعر أن زيارته هذه ، سوف لن تكون الأخيرة للمغرب ، و فاس تحديدا.