منتديات نبراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبراس

منتدى يهتم بعالم الابداع و التربية والتعليم والثقافة و الحوار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكاتب المغربي محمد الصدوقي... في ضيافة المقهى؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة الزهراء المرابط

فاطمة الزهراء المرابط


المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 16/02/2008

الكاتب المغربي محمد الصدوقي... في ضيافة المقهى؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: الكاتب المغربي محمد الصدوقي... في ضيافة المقهى؟؟   الكاتب المغربي محمد الصدوقي... في ضيافة المقهى؟؟ I_icon_minitimeالخميس مارس 06, 2008 12:31 pm

الكاتب المغربي محمد الصدوقي... في ضيافة المقهى...؟!!

( الحلقة ـ 1 ـ )



كان لا بد من بداية... بداية انتظرتها طويلا... و أنا أتأمل الصدى المميز الذي خلفه هذا الموضوع بين صفوف المبدعين العرب... الأمر الذي حفزني كثيرا على السير في هذه الطريق إلى النهاية... ومن هذا المنبر أحيي كل الأقلام المتميزة، التي ساهمت في إنجاز هذه الحوارات... بنفسهم الطويل... بترحيباتهم الرائعة....

إذن... لما لا تكون البداية...!! مع كاتب مغربي متميز... تجبرني نصوصه على التأمل طويلا... بأسلوبه الرائع و إبداعه المتألق... يتنقل من موضوع إلى آخر... متناولا قضايا اجتماعية و سياسية شائكة من صميم الواقع المغربي... أترك المجال إذن... للحوار... مع الكاتب المغربي المتميز محمد الصدوقي...

من هو محمد الصدوقي؟

سؤال تحديد /تعريف هوية الأنا/الذات لهو من بين الأسئلة الفلسفية والوجودية الأكثر تعقيدا، وخصوصا من طرف الأنا/الذات نفسها، قد أبدأ من السهل الواضح:كائن بيولوجي، ينتمي للجنس البشري، كائن ثقافي واجتماعي، ينتمي إلى بلد اسمه المغرب، وإلى عالم الإنسان بخيره وشره... ثقافيا ومعرفيا أحدد نفسي كمؤمن بالمذهب " العقلاني العلمي الإنسي" مع التفتح على العوالم الثقافية والمذهبية والعقائدية الأخرى، مهنيا، مدرس، أهوى الكتابة والبحت عن الحقيقة من اجل قيم الحق والخير والجمال... أنا مجرد إنسان كأيها الناس البسطاء، وجوديا لازلت أبحث عن الأنا والآخر بين المذاهب اليقينية والشكية واللا أدرية، بين العلم والأسطورة، بين لذة البيولوجيا/ الفيزيقا ومتاهات وغتيان الميتافيزيقا، بين الحرية والعبودية، بين ممكلة الإنسان ومملكة الحيوان... بكل بساطة كل هذا وغيره هو تقريبا محمد الصدوقي.

هل تستطيع الحديث عن تجربتك الإبداعية؟

إن كنت تقصدين بالإبداع بمعناه العام والذي له علاقة بالكتابة عامة، لدي تجربة متواضعة في كتابة الشعر وبعض النصوص الأدبية نشرت في بعض المنابر الإعلامية، حيث أتاحت لي اللغة الأدبية ( أو هذا الجنس من الكتابة) حرية أكثر في ترجمة خيال وأحلام، وواقع و يتوبيا الذات في علاقتها مع ذاتها ومع الآخر(المجتمع والعالم والوجود) والتعبير بصدق وحميمية جوانية على كل القضايا والإشكاليات المرتبطة بالذات في علاقتها مع نفسها ومع الآخر والوجود. بعد ذلك هجرت الجنس الأدبي إراديا ( نظرا للظروف البشعة التي نعيشها مجتمعيا وعالميا، أحسست بان الحاسة الشعرية الرهيفة والوجدانية جدا قد تدمرني في أي لحظة، إنه هروب وقائي ) إلى جنس أكثر عقلانية ( أو هكذا تهيأ لي في مرحلة ما ) جنس كتابة المقالات في التربية والإعلام، وهما ميدانان لهما أهميتهما الحيوية والخطيرة في مجتمعاتنا الأمية والمستلبة إيديولوجيا ومعرفيا وإعلاميا... هكذا نشرت عدة مقالات في التربية والإعلام، وطبعتين من كتاب "المفيد في التربية" وكتاب "الحياة والموت بين العلم والإسلام والتحليل النفسي" سينشر قريبا، وهناك بعض المشاريع الأخرى في التربية قيد التأمل والبحت.

ماهو الدور الذي تلعبه المقهى في حياتك؟

أظن أن المقهى كمكان اجتماعي، له عدة وظائف حسب غايات كل فرد. قد كنت مدمنا عليها في فترة دراساتي الجامعية، لكن، حاليا، ونظرا لغياب حس جمالي في معظم المقاهي، وفوضوية وصخب روادها، لا أجد فيها ذلك المكان الجميل والهادئ، الذي يمكن له أن يساعدك على التركيز والتأمل سواء للقراءة أو الكتابة، أو التحدث مع أصدقاء في هدوء، لذا لم أعد من روادها كثيرا، اللهم للضرورة، ولفترة قصيرة للفطور أحيانا أو احتساء قهوة مع بعض الأصدقاء. وغالبا ما أفضل فضاءات الفنادق نظرا لتوفر الهدوء، وهذا ليس ضربا من الأرستقراطية ولكنه مرتبط بطبيعة شخصيتي وطقوس الفعل الثقافي عندي، وإن لم أكن قادرا على ذلك ماليا، غالبا ألزم البيت...

كم ساعة تقضي في المقهى؟

زمن المقهى، وحسب ما ذكرت سابقا، في المعدل لا يتعدى 30 دقيقة أو ساعة.

هل يمكن اعتبار المقهى فضاء للإبداع؟

بالنسبة للبعض قد يعتبر المقهى فضاء للإبداع، حسب ظروفه الاجتماعية وخصائص شخصيته وطقوسه... بالنسبة لي حاليا لا، وقد أشرت للأسباب سالفا. الفضاءات المفضلة لدي للإبداع هي صالونات الفنادق أو البيت.

عرفت المقهى خلال أواسط القرن 20 كفضاء للنقاش و الحوار الجاد، إلى أي درجة مازالت تحافظ المقهى خلال الفترة الراهنة على هذا الطابع؟

في بعض المدن، هناك بعض المقاهي يرتادها مثقفون ومبدعون، سواء كانت هذه المقاهي تكاد تكون حكرا عليهم، أو يلتقي فيها جماعة من الأصدقاء المهتمون بما هو ثقافي. لكن، من الممكن أن نقول بان دردشتهم أحيانا تكون جادة تهتم بما هو ثقافي، ومناقشة الأوضاع العامة... وأحيانا أخرى تكون مجرد دردشة للنميمة وتزجيه الوقت، واستعراض العضلات اللغوية والخطابية والثقافية أمام الآخرين، بحثا عن عظام ما أو نرجسية ما مفقودة ليس إلا. كما بجدر التنويه بانطلاقة تجربة وتقليد المقاهي الثقافية بالمغرب التي تتحول إلى مكان عام للأنشطة الثقافية والتواصل بين المثقفين. كما أستحضر الآن تجربة فريدة، ربما، في تحويل المكان الخاص والمخصص لأهداف أخرى، إلى مكان عام يهتم بما هو ثقافي، أقصد تجربة " المطعم الثقافي الأندلسي" بمدينة أصيلا، التي أسسها كل من الصديقين الكاتب صخر المهيف، و محمد الوديي (صاحب المطعم). جميل أن يكون هناك مقهى ثقافي، ومطعم ثقافي، ولما لا التحاق فضاءات خاصة أخرى بالركب، لتصبح الثقافة شأن يومي نجده في كل فضاءاتنا المجتمعية، ونحن في أمس الحاجة إلى ذلك فعلا.

ماذا تمثل لك: الأم، الثقافة، الشباب؟

* الأم: عالم من الحب والحنان لا يفنى، أول من يحتضن نواة وجودنا، وآلامنا وأفراحنا و وشغبنا...إنها ملكة الحياة الأولى، عرشها حبها وحنانها... كلنا مدينون للأم، وإن قيل" الجنة تحت أقدام الأمهات" أقول: الجنة هي الأم أحيانا، وأقصد الأم الحقيقية.
*الثقافة: وهنا لن أستعمل مفهومها الانتربولوجي، سأتحدث عن الثقافة بمعناها العام المتداول ( الأدب، الفن، الفكر...)، هي الغذاء الأول للعقل الواعي ( العلمي والعقلاني) والمتأمل والناقد، والمبدع لمعاني الحياة والوجود، الثقافة هي صانعة الحضارات... لكن مع الأسف، في مجتمعاتنا الثقافة هي آخر ما يفكر فيه رسميا ومجتمعيا.لذلك ليس غريبا أن نجد أكثر من نصف مجتمعاتنا أميا، ولا يقرأ او يكتب(ككتاب) وإعلامنا بكل أصنافه يهتم كثيرا بالفرجة التضبيعية أو المسلية (التسلية الفارغة) فقط ( الغناء الساقط وهز البطون والأجساد شبه العارية المثيرة للغريزة الجنسية، والرياضة، والإثارة الرخيصة وغير المفيدة...) و يصنع نجوما و نماذج مجتمعية رياضية وسياسية... ولا يصنع نجوما من عالم الثقافة، لا نحتفي بمثقفينا، ولا ندعمهم كثيرا، ولا نفسح لهم الفضاءات العمومية للتواصل وتربية الأجيال على الفعل الثقافي، ليكونوا مثالا وقدوة، ولا نعطيهم الكلمة لصناعة القرار المجتمعي أو المشاركة فيه على الأقل... كما يحز في النفس، أن أهل الثقافة، بعضهم أو جلهم، بدؤوا يبتعدون عن أدوارهم المجتمعية الحقيقية في التثقيف والتنوير والنقد والتوعية والتعرية الإيديولوجية... ليصبحوا مجرد "مرتزقة" يبحثون عن لقمة عيش أو جاه أو شهرة أو نزوة، أونرجسية عظامية مرضية... ويساهمون في تمييع وتسطيح المشهد الثقافي وتشويه صورة المثقف. وعن طريق الزبونية والمحسوبية و"الرشوة الثقافية" أو "الرشوة الجنسية" أصبح من هب ودب مثقفا أو مثقفة، بالاسم فقط، وليس بعمق وجودة أعمالهم، ومساهمتها الجدية والفعالة في الرقي بالثقافة وبمجتمعاتهم، وبأنفسهم كذلك.الثقافة هي الرافعة الأولى لتقدم ورقي الشعوب، لذلك ليس غريبا أن نكون متخلفين، لأن أغلب حكامنا يعتمدون " سياسة ثقافية" ضد الثقافة، سياسة تشجع الجهل والتسطيح والاستلاب الاستهلاكي الحسي والغرائزي، ليصبح الإنسان مجرد حيوان غرائزي بدون عقل ثقافي، ومجرد "حمار سياسي" يركب عليه من هب ودب، ويسوقه متى شاء وأين شاء وإلى أي سوق يشاء...
* الشباب: هم عماد وأمل الوطن في البناء والتغير والاستمرارية، لكن مع الأسف ليست لدينا سياسة حقيقية تعنى بالشباب (أقصد هنا القاعدة الكبيرة من شباب الطبقة الكادحة والفقيرة، في المدن و القرى، أما شباب الميسورين والنخب فحاضرهم ومستقبلهم جيد ومضمون بقوة السلطة والثراء والمناصب والمؤسسات المحتكرة ) سواء تعليميا و تربويا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا او سياسيا... يترك الشباب، غالبا، لصدف وغابة وعبت المجتمع، ولتضحيات الأسر وبعض المناضلين السياسيين والثقافيين، ولكفاءاتهم ومتاباراتهم وذكائهم أو دهائهم الذاتية، نترك الشباب تائها بدون تأطير ثقافي وسياسي حقيقي، وبدون تأهيل إيجابي للاندماج في المجتمع، ليكون نافعا لنفسه وأهله ومجتمعه، شباب يثق في نفسه وكفاءاته، شباب يحب ووطنه ويجد مكانا فيه لأحلامه و لحياته وكرامته... النتيجة: شباب يحلم ب"الحريك" ويفضل الموت على وطنه، شباب يبحث فقط عن اللذة والاستهلاك والكسل والاتكالية والفرص السهلة، شباب أناني لا يؤمن بالقيم الجماعية، يزدري السياسة والثقافة والعمل الشريف والشرعي، شباب منحرف، شباب يعتبر المجتمع غابة حقيقية.. إنه وجد المجتمع وقيمه هكذا، و هذا المجتمع لم يربيه ويكونه ويؤهله، ولم يوفر له كل الفرص ليكون فاعلا إيجابيا فيه، ولم تعط له نماذج مثالية إيجابية من طرف الكبار أنفسهم. فاقد الشيء لا يعطيه. واقع الشباب الآن هو واقع أزمة عامة ومركبة. وأكيد أن أزمة الشباب اليوم ستكون أزمة الوطن غدا. طبعا هناك بعض الاستثناءات القليلة.

كيف تتصور مقهى ثقافية نموذجية؟

أتصور مقهى ثقافية " نموذجية" كالتالي:

- لها فضاء واسع وجميل، ومؤتت بشكل فني راق.
- مجهزة ثقافيا( خزانة كتب- منصة صغيرة- وسائل سمعية بصرية...).
- توجد بمكان محترم وهادئ.
- يكون لها قانون داخلي، وجدول أنشطة دائم، وليس موسميا.
- متفتحة على كل شرائح المجتمع لتكون مدرسة حقيقية للجميع، وليس مكان للنخبة، لأن المستهدف الحقيقي بالثقافة هو الإنسان العامي والعادي قصد تثقيفه وتنويره، أما المثقف فهو مثقف.
- أن تجد الدعم الرسمي، لكونها ستصبح فضاء عموميا ويقدم خدمة عامة...

*****
في الختام أشكرك أختي فاطمة على مبادرتك هذه، والتي أتاحت لي الفرصة للبوح ببعض ما يختمر في عقلي ووجداني وذاكرتي من أفكار وتأملات وأراء. وأن هذه الأسئلة المركزة والمتنوعة ستكون بالتأكيد حافزا على توليد حوار غني، ذلك ما أتمناه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكاتب المغربي محمد الصدوقي... في ضيافة المقهى؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبراس :: حوارات مفيدة-
انتقل الى: