منتديات نبراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبراس

منتدى يهتم بعالم الابداع و التربية والتعليم والثقافة و الحوار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سوسوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق(2/2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sadouki
Admin
sadouki


المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
العمر : 60

سوسوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق(2/2) Empty
مُساهمةموضوع: سوسوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق(2/2)   سوسوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق(2/2) I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2008 3:34 pm

سوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق(2/2)
عبد الرحيم العطري


و إذا كان الفهم الخاص بظاهرة الشباب يختلف من مجتمع لآخر ،و يختلف و يتناقض داخل نفس المجتمع ، فإن الاعتراف بأهميته يخضع لمؤشرات الاختلاف ذاتها . و هذا ما يجعلنا نصادف مفاهيم سوسيوسياسة أخرى للشباب ، فهو مهم من الناحية الإنتاجية في المنظومات الاقتصادية ن و هو على جانب كبير من الأهمية العسكرية في الحروب و النزاعات ن كما أنه كخطوب الود كخزان انتخابي في محاولات تلميع الصورة الديموقراطية ! و هو في النهاية مهم في مسلسل إنتاج و إعادة إنتاج الفوارق الاجتماعية في خيارات الإهدار العلني لطاقاته و إمكانياته ، مثلما يحدث مع حاملي الشهادات المعطلين الذين تكمن أهميتهم بالنسبة للذين هم فوق في شرعنة التفاوتات و إبطاء مفعول الحراك الاجتماعي ! و بالتالي تلافي المنافسة المحتملة حول اقتسام خيرات المجتمع .
سوسيولوجيا الانتفاضة
قبل انتفاضة الستينات من القرن الفائت لم يكن موضوع الشباب يحظى بفائق العناية السوسيولوجية التي قد تجعله مدروسا في إطار فرع تخصصي قائم الذات ، بحيث كانت قضايا الشباب تناقش باحتشام بين و على هامش السوسيولوجيا ن و بعيدا أحيانا عن الدرس العلمي الصارم و الذي يسمح بإنجاز مقاربات واعية لكافة تفاصيل الظاهرة .
و عليه كان الشباب يلوح كسؤال سوسيولوجي ضمن سوسيولوجيا الأسرة بدرجات عالية ، في إطار الحديث عن العلاقات و الأدوار الاجتماعية داخل الأسرة . فاميل دوركهايم اعتبر الأسرة المعاصرة أكثر فردانية و افتقادا لأفق الاندماج ، متحدثا عن مكانة الطفل فيها و دور التبادل الثقافي و ذلك في كتابه الأسرة الزوجية (2) لكنه أغفل الحديث عن الشباب كغيره من رواد السوسيولوجيا ، لتظل قضايا الشباب و بالرغم من حيويتها و مطلبيه استقلالها في الطرح العلمي على الهامش، الشيء الذي أفرز ندرة واضحة في الدراسات الشبابية قبل انتفاضة 68 .
التحرر و المشاركة و التعبير كانت اكبر عناوين ماي1968،حين اندلعت ثورة الطلاب من أعماق المدارس ضدا في أنماط التعليم الأرثوذوكسية ورفضا أيضا للسياسة الرأسمالية الماحقة لإرادة الفرد .ففي فرنسا خرج الطلاب محتجين على النضام التعليمي العتيق ،في حين انتفض الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على المشاركة في حرب فيتنام لتنتقل الانتفاضة بعدئذ إلى دول المعسكر الشرقي سابقا نقمة على الأنظمة الدكتاتورية وعلى خذلان الاشتراكية والتي بشرت قيلا بتكافؤ الفرص ونحر التفاوت الطبيعي،لتتواصل آثار الانتفاضة في باقي دول المعمور أملا في التحرر من الاستعباد المؤسسي والمشاركة في منع القرار .
وبالنظر إلى النتائج الواقعية لهذه الانتفاضات والممثلة أساسا في تراجع الإدارة الأمريكية عن الزج بشبابها إلى أدغال فتنام، وكذا تكريس الحقوق المدنية والسياسية،وإصلاح النظام التعليمي بفرنسا تأكد بالملموس بأن الشباب يمكن أن يساهم فعلا في تغيير مجرى التاريخ ومحو الأوضاع غير السوية.وهذا كله جعل الاهتمام العلمي بجيل الشباب يتخذ منحى جديدا وصل في النهاية إلى تكوين منظر سوسيولوجي حول الشباب يؤسس لسوسيولوجيا تخصصية تنفتح على قضاياه وأسئلته .والواقع أن هذه الانتفاضات لم تدفع آل السوسيولوجية فقط لتثوير السؤال العلني حولها ، وإنما حرضت باحثين آخرين من حقول معرفية أخرى لمسألة الظاهرة ومقاربتها .ودلك بسبب شروط إنتاجها السوسيوسياسية وارتباطاتها الموضوعية فأحداث ماي 68 وما صاحبها من ظهور لحركات الهيبيين وذوي العبادات السوداء وجماعات الخنافس أثار وردود فعل قوية لدى الكبار المتحكمين في موازين القوى بل إنها بعثرت الأوراق ،وكانت بالتالي مدعاة للتساؤل عما يرقد وراءها.
وإذا كان الكبار مالكي وسائل الإنتاج والإكراه في المجتمع قد واجهوا هذه الانتفاضات باستنفار فادح للأجهزة القمعية والأيدلوجية أيضا ،فإن ذلك لم يؤدي إلا إلى مزيد من الثورة المضادة والعنف المضاد،الشيء الذي استوجب قراءة علمية لفهم واستخلاص العبر والدروس . وهكذا سوف ستتشبع المسألة الشبابية من قبل علماء الاجتماع والنفس و الأنتروبولوجيا تحديدا أملا في تشخيص الانتفاضات وتغيرها،ليتأكد بقوة من خلال هذا الدرس * أن ثورة ماي 68 في النهاية إلا رد فعل شبابي ضدا في أساليب الوصاية والحجر وكأنه ألوان الإقصاء والتهميش التي يجابه بها المجتمع الأكبر مبادرات الشباب وطموحاتهم. كما أن الانتفاضات من جهة أخرى تؤثر علي وجود ثقافيين وصراع قائم بين الأجيال أو بالأحرى هوة الأجيال كما ذهبت إلى دلك والأنتربولوجيا الأمريكية مار كريت ميد(1) الشيء الذي يجعلها ردود فعل طبيعية تجاه ما يعنيه الشباب من إقصاء وحجر. وهكذا يمكن القول بأن سوسيولوجية الشباب نوع تخصصي شكلي استجابة علمية لتطورات المسألة الشبابية،وانتقلت من مقاربة دواعي وأبعاد الثورة مرورا إلى مقارنة ظواهر أخرى أفرزتها الشروط المجتمعية المتواترة ،وهو ما أدى إلى اتساع الرقعة المعرفية لسوسيولوجيا الشباب،وما قاد بالتعبئة إلى فهم واع لمشاكل الشباب ،ضمن سؤال الانتفاضة والثقافة المضادة إلى الأدوار والعلائق المحتملة إلى تبصم الظاهرة الشبابية.
إن إدخال المسألة الشبابية إلى العيادة السوسيولوجية بشكل تخصصي بعد الانتفاضات يساهم فعلا في توصيف الحدود العلمية للموضوع المدروس ،وكذا تباين محاور الانشغال الكبرى لسوسيولوجيا الشباب مثلما قاد إلى تحديد آليات الدرس والتحليل الكفيلة بإنتاج مقاربة واعية للقضايا الشبابية . وانطلاقا من الانتفاضة وامتدادها واجه الباحثين أسئلة الدور الاجتماعي للشباب في المشهد المجتمعي ،وصعوبات الاندماج وما يتصل بهذا الأمر من ألوان التدجين والإقصاء . إن سؤال الأدوار الاجتماعية للشباب اتصالا بالقوة التي تقزم هذا الدور أو تلفيه نهائيا بشكل جانبا أساسيا من موضوع سوسيولوجية الشباب ليس فقط لأنهه ينفتح على كثير من قضايا الشباب،ولكنه يختزل الواقع العام الذي تعيش في كنفه فئة الشباب في مكان وزمان ما،وفضلا عن ذلك فإن سوسيولوجية الشباب تؤسس مشروعيتها من خلال اشتغالها على الملامح المرضية لدى جيل الشباب والتي تلوح بقوة في مظاهر الانحراف والتطرف والخروج عن معايير العقل الجمعي وهنا بالضبط يفاجئنا سؤال الأزمة الشبابية هل هي أزمة ذاتية متصلة بعدم فهم الذات أم هي أزمة واقع عام ينفتح به الشباب ويقوده إلى أزمة علائقية مع كافة المؤسسات المجتمعية ؟
إن خلاصة أبحاث مار كريت ميد تتضمن في إعلان نتيجة هامة مفادها أن مشكلة الشباب لا ترتد إلى عامل داخلي ،فهي نتيجة الاضطهاد من الخارج ،من مجموع القيم والعادات ..فالأزمة ليست أزمة هوية تنشأ من عدم فهم الذات الجديدة ،بل هي أزمة حضارية في جوهرها (1) وفي إطار توصيف حدود الموضوع الذي تتصدى له سوسيولوجية الشباب تقابلها أسئلة أخرى مفتوحة على القيم و التمثلات وصراع الأجيال في اتجاه منظور العلائق التي يدشنها الشباب سوريا أو مرضيا مع المؤسسات والبنايات المجتمعية الشيء الذي جعل سوسيولوجية الشباب تنتقل في درسها وتحليلها من الانتفاضة إلى تفكيك هذه العلائق كمطمح معرفي يساعد في تفسير وفهم قضايا الشباب .
سؤال العلائق
ماهى طبيعة العلائق التي تربط الشباب أولا تربطه مع المؤسسات المجتمع وما لكي وسائل الإنتاج والإكراه منه؟ ماهى محددات هذه العلاقة ماهى عوائقها ؟ ماهى شروط إنتاجها وإعادة إنتاجها ؟هذه وأسئلة أخرى غدت منطلقات حقيقية للنقاش العلمي في سوسيولوجية الشباب وذلك لأنها تسمح بمقاربة قضايا الشباب انطلاقا من اكتشاف ومساءلة علاقته بالمؤسسة وأيا كانت هذه المؤسسة،أسرية،تعليمية،سياسية،ثقافية أو اقتصادية . في رحاب الأسرة حيت تتعالى لغة التدجين وقيم المجتمع المذكور والسلطة البطريكية كما في المدرسة حيت يترعرع نظام تعليمي أرثوذكسي مالك تماما للحقيقة وقائع بالضرورة هدت الاختلاف والتحرر
في المؤسسة الغربية حيت تنتعش سياسات الحجر والتهميش وتتواصل عمليات إعادة إنتاج نفس النخب كما في الجانب الاقتصادي حيت يبتهج الإغتراب العمالي وتعطل الطاقات وتهدر في كل المؤسسات المجتمعية تنفتح شهية السؤال السوسيولوجي عن علاقة الشباب ببانياتها وآلياتها ، وتحدد بالتالي الملامح الكبرى للمشروع المعرفي لسوسيولوجيا الشباب والتي تتلخص في بقوة في سؤال العلائق المؤسسية المفتوحة على كافة القضايا الشبابية
إن تشريح المسألة الشبابية يقضي بنا إلى الاعتراف بخطورة البعد العلائقي ومسؤولية عن كثير من الظواهر والقضايا التي تبصم جيل الشباب ولهذا السبب بالذات صارت علاقة الشباب مع المؤسسات تشكل عنوانا عريضا لمشروع سوسيولوجي ثري يفكك و يسائل الظواهر ويسود في الختام إلى نغيرها وتجاوزها في بعض الأحيان.
وإذا كان الاختلاف قائما بخصوص إيجاد تعريف موحد للشباب تبعا لاختلاف شروط الإنتاج الاجتماعية ،فإن ما لا يمكن الاختلاف بصدده فهو البعد العلائقي المؤسسي للظاهرة الشبابية أيا كانت أطرها المرجعية وظروفها الاجتماعية ،فالمرور من المؤسسات المجتمعية يعتبر شرطا وجوديا للشباب في مروره الاجتماعي نحو سن الرشد وبما أن مرحلة الشباب تعرف انطراحا بارزا لأسئلة البحت عن الذات وتأكيد الحضور،في محاولة لسحب الاعتراف من مجتمع الكبار ،فإن سؤال العلائق سيصير بدوره أكثر راهنية وحضورا ، و ذلك اعتبارا للموقع الاجتماعي الذي يحتله الشباب في هدا المجتمع ، و الذي يقتضي التفاعل المؤسسي في صبغته العفوية أو القسرية.
من خلال المؤسسة بقوانينها و إبدالاتها ،ومن خلال الإتفتاح بإطاراتها وشروطها العامة يكتشف الشباب قضاياه،ويعانق أحلامه ويعلق أيضا جراحه وانكساراته .وعلى المستوى العلائق مع هذه المؤسسات تتناسى أسئلة الأزمة وإمكانيات التجاوز والتغيير.وهذا كله يجعل من العلاقات مع المؤسسة حجر الزاوية في سوسيولوجيا الشباب كحاجة معرفية تفترضها السوسيولوجية الديناميكية التي من شأنها أن تقود إلي اكتساح التضاريس المجتمعية بكل أرقها وقلقها التساؤلي. لأن تحليل قضايا الشباب يكون غير ذي جدوى وفعالية بعيدا عن الإطار الاجتماعي العام الذي ينخرط فيه ويكون أيضا بعيدا عن الوجاهة والمصداقية عندما تفكك هذه القضايا بمعزل عن إفرازات العلاقات المؤسسة التي يفرضها المرور الاجتماعي من فئة عمرية لأخرى.
سوسيولوجيا ديناميكية
إن الاجتماعي اليوم أصبح أكثر عندا وضراوة بالنضر إلى ما يشير من أسئلة ومن يعصف به من ظواهر وحالات يتطلب استنفار الآليات السوسيولوجية طلبا للفهم والتجاوز، وهذا ما جعل الدراسات السوسيولوجية العصرية تكون بالأساس دراسات ديناميكية ومتعددة الاختصاصات تدرس الواقع في حركية وتفاعلات الداخلية والخارجية (1)إلى سوسيولوجيا أكثر اقترابا من قضايا المجتمع بات ملما في راهننا هذا، والحاجة إلى معرفة تواكب إفرازات الاجتماعي وتنشد الفهم والتجاوز ، لا توجبها فقط محدودية الاشتغال السوسيولوجي على المسألة الشبابية وإنما تحددها تفاعلات المشهد المجتمعي عموما ، والتي لا يمكن مجاراتها ومقارنتها إلا بالإنصات لصوت السوسيولوجيا.
إن الحاجة إلي السوسيولوجيا كمعرفة أثبتت جدواها العلمية في مطبخ العلوم الإنسانية تتأكد و تتكرس واقعا بفعل ما يعتمل في رحاب المجتمع وما يشار بصدده من أسئلة خانقة الطابع(2) وما تثيره القضايا الشبابية من إشكالات يصير الحسم فيها متطلبا لمواصلة الاجتهاد السوسيولوجي في أفق استكمال التأسيس العلمي لسوسيولوجيا الشباب، خصوصا وأن المسألة الشبابية خصوصا في بعدها العلائقي مازالت بعيدة عن الاحتواء والفهم الموضوعي فهناك من جهة أخرى ندرة الدراسات التي تصدر لها ،ومن جهة أخرى ثانية هناك فارق البحث السوسيولوجي في ظل مجتمعات لا تؤمن بالحق في النقد والمساءلة
ولقد تبين ،في الوطن العربي مثلا ،من خلال تصنيف أكثر من 250عملا علميا حول الشباب حتى نهاية الثمانينيات أن علم النفس وعلم التربية استأثرا بأكثر من61%من هذه الأعمال ، وفي حين لم تتجاوز الدراسات السياسية بأكثر من %1,5 والدراسات الانتروبولوجيا 0,5% (1) الشيء الذي يؤكد محدودية الدرس والتحليل السوسيولوجي لسؤال الشباب ، وهو ما يؤكد الحاجة إلى سوسيولوجيا ديناميكية تنفتح بمزيد من الجرأة والفعالية على مختلف الانشغالات و الانتظارات الأساسية التي تهم الشباب في سياقات سوسيوسياسة محددة .
إن الدعوة إلى تفعيل واغتناء النقاش السوسيولوجي حول واقع الشباب ورهانات المركزية،ينبع من فهم خاص لسوسيولوجيا يتأسس على ضرورات اكتساح مختلف التضاريس المجتمعية وصولا إلى احتواء معرفي لمختلف الظواهر الاجتماعية و تلافي ما ينأى منها عن السواء. وبحكم موقع الشباب الرمزي والمادي في جميع المجتمعات وإمكانات الفعل التغييري لديه،فإنه سوسيولوجياه ستسمح لا محالة بإبراز هذا الموقع ضدا في كل استراتيجيات التهميش و التبخيس التي تستهدفه بطريقة واعية أولا واعية.
****************************
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=39783
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nibras.ahlamontada.com
 
سوسوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق(2/2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبراس :: علوم إنسانية وفلسفة-
انتقل الى: