منتديات نبراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبراس

منتدى يهتم بعالم الابداع و التربية والتعليم والثقافة و الحوار
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sadouki
Admin
sadouki


المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
العمر : 60

بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث Empty
مُساهمةموضوع: بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث   بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث I_icon_minitimeالجمعة فبراير 29, 2008 3:31 pm

بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث

بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث 444p

بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث
حسونة المصباحي

فى شعره، يبدو بدر شاكر السياب الذى لم يعش غير 38 عاما وذلك بين عام 1926، سنة مولده فى جيكور قرب البصرة، وعام 1964، سنة وفاته فى المستشفى الاميرى بالكويت، وكأنه يجسّد مآسى وعذابات بلده العراق، والمظالم التى تعرض لها فى ظل مختلف الأنظمة السياسية التى تعاقبت عليه، وحكمته بالحديد والنار. وخلال حرب الخليج الأخيرة التى اندلعت إثر الغزو العراقى للكويت وذلك فى صيف 1990، حضرت قصيدته الشهيرة "أنشودة المطر" فى أذهان الكثيرين ذلك أنها بدت لهم وكأنها وصف دقيق لتلك المأساة التى لا يزال الشعب العراقى يعانى منها إلى حد هذه الساعة. ففى تلك القصيدة طبقت شهرتها بلاد العرب من المحيط الخليج، يقول بدر شاكر السياب.

"أصيح بالخليج: "يا خليج..
يا واهب اللؤلؤ والمحار والر{دى!"
فيرجع الصدى
كأنه النشيج"
"يا خليج
يا واهب المحار والردى"
وينثر الخليد من هباته الكثار
على الرمال: رغوه الاجاج، والمحار
وما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجّة الخليج والقرار
وفى العراق ألفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربّها الفرات بالندى
واسمع الصدى
يرنّ فى الخليج
"مطر..
مطر..
مطر..

وكانت حياة بدر شاكر السياب مأساة فى حد ذاتها، فقد توفيت والدته ولا يزال صغيرا فسكنه الشعور بالموت منذ البداية. وعندما كر، أخذ يقول لأقاربه وأصدقائه بأنه لن يعيش طويلا. وهذا ما تم بالفعل وذلك بسبب مرض السل الذى ظل ينخر جسده حتى اللحظة الأخيرة من حياته. وفى العديد من قصائده، وبسبب الآلام والعذابات التى كان يتجرعها، تشبّه بأيوب. وفى قصيدة حملت عنوان: "يسفر أيوب" كتب يقول مخاطبا الله:

لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم،
لك الحمد، ان الرزايا عطاء
وأن المصيبات بعض الكرم..

وفى ختام هذه القصيدة يقول:

وان صاح ايوب كان النداء:
لك الحمد يا راميا بالقدر
ويا كاتبا بعد ذالك الشفاء!"

وعن الحضور القوى للموت فى شعر السباب وفى حياته، تقول ريتا عوض:

"كان الموت قضية السياب الكبرى. وقد عانى هذه القضية على مستويات عدة: الفردي، والقومي، والحضارى والانساني".

وبعد أن أمضى بدر شاكر السياب طفولته ومراهقته فى جيكور والبصرة، انتقل إلى بغداد ليلتحق بدار المعلمين العالمية ليدرس الأدب العربي. وخلال الفترة التى أمضاها طالبا والتى امتدت من العام 1943 إلى عام 1948، عاش بدر شاكر السياب فى خضم الحركة الأدبية والشعرية والفنية التى كان العراق يعيشها فى تلك الفترة، وتابع باهتمام كبير الأحداث السياسية الصاخبة بل وشارك فيها بحماس. وفى هذه الفترة كان شديد التأثر بالرومانسية لسببين: أولهما انتقاله من الريف الهادئ إلى المدينة الصاخبة الشيء الذى دعله يحس بالضياع وبالغربة. وثانيهما اكتشافه للرمانسيين الانكليز، خصوصا لشيلى وكيمتش.

ويبدو تأثير الرومانسيين واضحا فى قصيدة له حملت عنوان: "أغنية السلوان" وفيها يبرر فراق المحبين وكأنه سنة الحياة. فى هذه القصيدة التى كتبها عام 1946 يقول:

وكنا لوحتى نافذة فى هيكل الحب
فلو لم نفترق لم ينفذ النور إلى القلب
وكنا كجناحى طائر فى الأفق الرحب
فلولا النشر والتفريق لارتد إلى الترب
ولو لم نبتعد لم تسم نفسانا عن الذنب
وكنا شفتى هذا القضاء مفرّق الصحب
فلو لم ننفرج لم تضحك الأقدار من كربى

وفى مدرسة دار المعلمين العالية، وأيضا فى المقاهى والأندية البغدادية، التقى بدر شاكر السياب بالعديد من الشعراء والأدباء والمثقفين الذين سيصبح لم شأن فى ما بعد. ومن بين هؤلاء يمكن أن نذكر عبد الوهاب البياتى الذى كان آنذاك طالبا فى المدرسة المذكورة وسليمان العيسى وابراهيم السامرائى وبلند الحرى الذى كان قد أسّس فى ذلك الوقت جمعية أدبية أطلق عليها اسم: "جماعة الوقت الضائع". وعلى مدى سنوات عديدة ظل بدر شاكر السياب متجذبا إلى الرومانسية وذلك بالرغم من انشغاله المتزايد يوما بعد يوم بالسياسة واحداثها. تدل على ذلك قصيدة عنوانها: "هواى البكر" كتبها عام 1945، وفيها يقول:
أى صوت نثّ سحرا فى دبى شاعرى اللحن، غضّ النبرات
"هات شعراء" فؤادى كله صار أنغاما عذابا ساحرات
كل جرح فى فؤادى شاعر صادح القيثار، مسحور اللهاة
الأغاريد التى رتلتها والخيالات التى فى أغنياتي
والسهول الفيح، والريح الذى هزّ روحي، والحسان الملهماتي
تفتدى غمازتين انداحتا فوق حذين استثار حسراتي

وفى صيف 1946، شارك بدر شاكر السياب فى مظاهرة صاخبة نظمت احتجاجا على تقرير لجنة التحقيق الانجليزية الأمريكية التى أوصت بالسماح للمزيد من الهجرة اليهوجية إلى فلسطين وبسبب ذلك اعتقل وأمضى بضعة أشهر فى السجن. وعقب اطلاق سراحه، عاد إلى النضال السياسى وإلى كتابة الشعر وشيئا فشيئا بدأت قصائده تقترب من الواقع المعاش ومن تفاصيل الحياة اليومية. وفى قصيدة له عنوانها "فى السوق القديم" هو يقول:
الليل، والسوق القديم
خفتت به الأصوات الأغمغمات العابرين
وخطى الغريب وما تبثّ الريح من نغم حزين
فى ذلك الليل البهيم
الليل والسوق القديم وغمغمات العابرين
والنور تعصره المصابيح الحزانى فى شحوب
- مثل الضباب على الطريق -
من كل حانوت عتيق،
بين الوجوه الشاحبات، كأنه نغم يذوب
فى ذلك السوق القديم

وفى أواخر الاربعينات، انتسب بدر شاكر السياب إلى الحزب الشيوعى العراقي، وعرف السجن ثانية بسبب ذلك. وفى هذه الفترة التى كان قد أصبح فيها، مع نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتى واحدا من أهم رموز حركة "الشعر الحر" التى ستكتسح العالم العربى مشرقا ومغربا ابتداءا من نهاية الاربعينات، أصبحت قصائد بدر شاكر السياب مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضايا الجماهير والمعذبين والفقراء. ومن أشهر قصائده فى هذه الفترة، "أنشودة المطر" و"حفار القبور" و"المومس العمياء". فى هذه القصيدة الأخيرة، يصوّر بدر شار السياب وضع العراق المؤلم والمحزن من خلال ابنة فلاح فقير قتل بتهمة السرقة. فما كان من الفتاة اليتيمة إلا أن غادرت قريتها هربا من العار الذى أنزله بها والدها. غير أنها سرعان ما تصبح ضحية لعار آخر تمثل فى قيام جنود أجانب احتلوا العراق باستباحة جسدها الشيء الذى دفعها إلى أن تتحول إلى مومس تعتاش من جسدها. وفى هذه القصيدة الطويلة يقول بدر شاكر السياب ملمحا إلى أن الفتاة ليست وحدها الضحية وإنما أيضا الرجال الذين يتلذذون بجسدها، والشرطى الذى يحرس المبنى:

هم مثلها – وهم الرجال- ومثل آلاف البغايا
بالخبز والاطمار يؤتجرون، والجسد المهين
هو كل ما يتملكون، هم الخطاة بلا خطايا
وهم السكارى بالشرور كهؤلاء العابرين،
من السكارى بالخمور.. كهؤلاء الفاجرين بلا فجور
الشاربين – كمن تضاجع نفسها – ثمن العشاء
الدافنين خروق بالية الجوارب فى الحذاء
يتساومون مع البغايا فى العشى على الأجور
لوفّروا ثمن الفطور!"

وعقب قراءته لفصلين من كتاب "الغصن الذهبي" للسيرجيمس فريزر كان قد نقلهما إلى العربية جيرا ابراهيم جبرا وذلك أواخر العام 1954، اكتشف بدر شاكر السياب عالم الأساطير، وأصبح منجذبا إليه انجذابا قويا الشيء الذى جعله يختار فى القصائد التى كتبها فى الخمسينيات توظيف الأسطورة جامعا الأساطير من بيئات وديانات مختلفة ومن المسيحية والاسلام تحديدا، وأيضا من التاريخ العربى والاغريقى والبابلى وحتى من بلدان الشرق الأقصى. ومن المؤكد أن أكثر من شجعه على السير فى هذا الدرب، درب الأساطير، شعراء غربيون قد اكتشفهم فى تلك المرحلة الحاسمة من حياته الشعرية.

وقد بلغ اعجابه بهؤلاء الشعراء حد أنه ترجم قصائدهم واصدرها فى كتاب حمل عنوان: "قصائد مختارة من الشعر العالمى الحديث". ومن بين الشعراء الذين ترجم كان هناك ت.س. البوت، واديث ستويل، وازراباوند وستيفن سبندر، وسيسل داى لويس، ووالتردى لامير وفريديريكو جارسيا لوركا وأوجينير مونتالى وبابلوا نيرودا وأرتور رامبو رجاك بريفير وراينار ماريا ريلكه وطاغور وناظم حكمت..

ومن أشهر التى كتبها بدر شاكر السياب فى هذه الفترة، قصيدة حملت عنوان: "رؤيا فوكاي". وفوكاى كاتب فى البعثة اليسوعية فى هيروشيما جنّ من هول ما شاهد غداة ضرب المدينة اليابانية بالقنبلة الذرية. ومحلّلا أغراض هذه القصيدة، كتب عيسى بلاطه يقول:
لقد رأى بدر من خلال فوكاى عالما ممزقا يسيطر عليه جشع الساعين وراء الذهب المتجردين من كل صفة انسانية. ومثلما سفك دم كونغاى العذراء ليتحد به الذهب والفضة والنحاس والحديد لصنع ناقوس للملك فى الأسطورة الصينية، كذلك يسفك دم البشرية فى العصر الحديث لتتحد أرباح تجار الحروب من الذهب والفضة، وأسلحة الدمار من الحديد والنحاس لصنع ناقوس للاستعمار يؤذن بالموت والفناء للبشر أجمعين. فلقد تبدلت أسلحة قابيل من الحجارة إلى السيوف إلى النار، غير أن رغبته فى قتل هابيل مازالت هى نفسها".

وعن سرّ اكثاره من استعمال الأساطير والرموز فى شعره فى هذه المرحلة من مسيرة السياب الشعرية، يقول ميشال خليل حجا:

"لقد لجأ السياب إلى الأساطير والرموز وأكثر منها لانعدام الحرية فى بلاده وفى بقية البلدان العربية ثم لأنه كان يخشى أن يصرح أو يسمى الأشياء بأسمائها، فوجد فى الرموز والأساطير وسيلة للتعبير عن تذمره وسخطه من الأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة فى بلاده آملا أن يتحقق انبعاث جديد كان يرمز إليه بـ "تموز" اله الخصب والتجدد".

وتعدّ قصيدة "المسيح بعد الصلب" هى أيضا نموذجا للمرحلة التى فتن فيها السياب بالأساطير القديمة. وفى هذه القصيدة هو يتحدث بلسان المسيح وهو ينزل من على الصليب وروحه الالهية غير مقهورة تمنح الحياة للطبيعة والناس. يقول السياب:

متّ، كى يؤكل كل الخبز باسمي، لكى يزرعونى مع الموسم كم حيات سأحيا: ففى كل حفرة
صرت مستقبلا، صرت بذرة
صرت جيلا من الناس، فى كل قلب دمي
قطرة منه أو بعض قطره

وفى قصيدة "النهر والموت" وهى من أروع قصائد هذه المرحلة أيضا وفيها يحوّل السياب نهر "بويب" الموجود فى مسقط رأسه جيكور إلى نهرب السطورى ويعبر عن رغبته فى أن يحمل العبء مع البشر المعذبين والمقهورين.
يقول السياب:
بويب..
بويب..
أجراس برج ضاع فى قرارة البحر
الماء فى الجرار، والغروب فى الشجر
وتنصح الجرار أجراسا من المطر
بلّورها يذوب فى أنين
"بويب.. يا بويب!"
فيدلهمّ فى دمى حنين
إليك يا بويب،
يا نهرى الحزين كالمطر
أودّ لو عدت فى الظلام
أشدّ قبضتى تحملان شوق عام
فى كل اصبع، كأنى أحمل النذور
إليك، من قمح ومن زهور
أودّ لو أطل من أسرة التلال
لا لمح القمر
يخوض من ضفتيك يزرع الظلال
ويملأ السلال
بالماء والأسماك والزهر..

ثم اندلعت ثورة تموز 1958، التى أطاحت بالنظام الملكى فى العراق فهلك لها بدر شاكر السياب. ولحين ظن أنها بداية الخلاص الحقيقى لبلاده ولشعبه ولنفسه أيضا. تلك النفس التى كان يعذبها الشوق إلى الحرية، ويطحنها الم مستقر فى الأعماق منذ أن فتح عينيه على عالم بدون حنان الأم. لكن فجأة انطفأ النور، وأحس السياب أنه يدخل النفق المظلم من جديد وذلك بعد أن تفاقم ارهاب الشيوعيين الذين كان مواليا لهم. وأمام هذا الوضع، انسلخ عن الحزب الشيوعي، وبدأ يتقرب من القوميين. وفى منتصف آب/ اغسطس 1959، نشر السياب فى جريدة "الحرية" سلسلة من المقالات تحت عنوان "كنت شيوعيا" تهجم فيها بشدة على الحزب وعلى قيادته وأنصاره. وفى قصيدة "مدينة السندباد" يعود من جديد إلى الحديث عن الجفاف والعقم والشوق إلى المطر أى إلى الثورة الحقيقية. فى هذه القصيدة، هو يقول:

جوعان فى القبر بلا غذاء
عريان فى الثلج بلا رداء
صرخت فى الشتاء:
أقضّ يا مطر
مضاجع العظام والثلوج والهباء،
مضاجع الحجر،
وأنبت البذور، ولتفتّح الزهر،
وأحرق البيادر العقيم بالبروق
وفجّر العروق
وأثقل الشجر

ومهاجما الشيوعيين الذين ينعتهم بالتتر، يقول فى احدى قصائد هذه المرحلة المفعمة بالخيبات:

هم التتار أقبلوا ففى المدى رعاف
وشمسنا دم، وزادنا دم على الصحاف،
محمد اليتيم أحرفوه فالمساء
يضيء من حريقه، وفارت الدماء
من قدميه من يديه، من عيونه
وأحرق الالهة فى جفونه،
محمد النبى فى "حراء" قيّدوه
فسمّر النهار حيث سمّروه
غدا سيصلب المسيح فى العراق،
ستأكل الكلاب من أم البراق

ثم ها هو بغداد وكأنها صورة لبابل القديمة وقد انتشرت فيها الجثث والرؤوس المقطوعة والعيون التى نقرتها الغربان. وأمام هذه الصورة المرعبة هو يصرخ ملتاعا:

أهذه مدينتي؟ جريحة القباب
فيها يهوذا أحمر الثياب
يسلّط الكلاب
على مهود اخوتى الصغار.. والبيوت،
تأكل من لحومهم. وفى القرى تموت
عشتار عطش، ليس فى جبنها زهر
وفى يد بها سلة ثمارها حجر
تزجم كل زوجة به. وللنخيل
فى شطها عويل

مطلع الستينات، سافر بدر شاكر السياب إلى بيروت. وخلال اقامته فيها، تعرف على العديد من الشعراء والكتاب والمثقفين والصحافيين. وقد خصّ باستقبال حار من قبل جماعة مجلة "شعر" وخصوصا من قبل يوسف الخال وعند عودته إلى بغداد، داهمته هواجس الموت من جديد، فكتب يقول:

أهكذا السنون تذهب
أهكذا الحياة تنضب؟
أحسّ أننى أذوب، أتعب،
أموت كالشجر..

ويستفحل هاجس الموت بسبب تفاقم المرض، فيكتب السياب هذه الأبيات الحزينة التى فيها يقول:
لا أكتب قبل موتي، أو جنوني، أو ضمور يدى من الأعياء
خوالج كل نفسي، ذكرياتي، كل أحلامي
وأوهامي
وأسفح نفسى الثكلى على الورق
يقرأها شقيّ بعد أعوام وأعوام
ليعلم أن أشقى منه عاش بهذه الدنيا
وآلى رغم وحش الداء والآلام والأرق
ورغم الفقر أن يحيا".

وقبل أن تنطفئ روحه فى المستشفى الامبرى بالكويت وذلك فى الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 1964، تذكر السياب أمه وقد أحسّ أن نجاته من المرض أصبحت مستحيلة، فكتب يقول:

فيا قبرها افتح ذراعيك..
إنى لآت بلا ضجة، دون آه!

لقد كان بدر شاكر السياب ضمير العراق الحديث حقا ذلك أنه عبر عن كل محنه ومآسيه وسط مآسيه ومصائبه حيا وميتا. ولعل أفضل ما نختم به هذه الحلقة، فقرة للناقد الكبير احسان عباش، فيها يلخص تجربة السياب الشعرية قائلا:
"كان بدر على خير أحواله اجادة، حين كان يستطيع أن يوحد بين أزمته الذاتية، وأرمة أمته، أو حين يجعل التجربتين غير متباعدتين. ذلك أنه لم يكن قادرا على أن يخرج نفسه من الصورة فى كل حين أو لهذا أجاد حين كان يتحدث مثلا عن الأطفال ودنياهم، لأنه كان يصور نفسه من خلال ذلك وكذلك كان حاله إذا تحدث عن أهوال الفقر والجوع والسجن".
..........................
http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\02\02-28\444.htm&dismode=x&ts=28/02/2008%2011:28:12%20ص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nibras.ahlamontada.com
هبة الله

هبة الله


المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 22/02/2008

بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث   بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث I_icon_minitimeالجمعة فبراير 29, 2008 3:57 pm

بدر شاكر السياب لكم تحتاجك العراق الان لتنقل مأساتها و معاناتها ،لكنت حمدت الله
انك مت قبل ان تشهد ذلها و هوانها وهي تنداس تحت ارجل التتار الجدد.
بدر شاكر السياب كان فعلا شمعة تحترق بنار الغيرة على وطنه العراق و مآل الناس
الذين يموتون جوعا و بردا.لن انسى ابد ابياته..مطر...مطر...وفي العراق جوع
كانت أنشودة المطر و لازالت أروع صورة وثقت لفترة من تاريخ العراق...
ولم يزده مرضه الا احساسا بالمقهورين و المحرومين.
شكرا اخي الصدوقي الذي ذكرتنا بهذا الشاعر العظيم وأحييت بداخلنا ذكراه.وما الشاعر
الا رسولا وسفيرا لشعبه. تحيتي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بدر شاكر السياب: ضمير العراق الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبراس :: نصوص وشخصيات مضيئة-
انتقل الى: