حوار مع(1) ..القاص والصحفي المغربي ادريس الواغيش

حوار مع ..
القاص والصحفي المغربي إدريس الواغيش

*تعريف وتقديم الضيف
- مكان وتاريخ الازدياد : تاونات/المغرب. 1961.
الحالة العائلية : متزوج . أب لبنت (شهرزاد- 12 سنة) وولد( وديع- 7 سنوات)
البلد : المغرب - مدينة فاس
- المهنة مدرس
- له عدة أعمال صحفية وإبداعية منشورة في بعض المنابر الورقية(جرائد،مجلات) المغربية والعربية.
- أعمال منشورة في عدة مواقع إلكترونية.
- فاعل سياسي وجمعوي.

*ترحيب بالضيف

يسعدنا في هذه الحلقة الأولى من"حوار مع" أن يكون ضيفنا القاص والصحفي المغربي إدريس الواغيش،الذي تمتاز كتاباته وإبداعاته بالعمق والرزانة،لذلك فهو قليل النشر،لأنه يعتني بكتاباته جيدا، ويتعامل معها بمسؤولية كبيرة، لذلك فهو يعطيها حقها في الاختمار والنضج والتأمل الكافي...قبل أن يطلق"سراحها" إلى القارئ.
الاخ ادريس الواغيش،مرحبا بك في حلقتنا الاولى من"حوار مع" بمنتديات نبراس التي نريدها جسرا آخر للتواصل والتحاور بين المثقفين العرب فيما بينهم،أو بينهم وبين قرائهم عامة.ونتمنى أن نلامس معك وبك بعض قضايانا الثقافية والإبداعية والمجتمعية...
متنياتي لك ولمحاوريك حوارات ممتعة وفعالة ومفيدة لنا جميعا.
مودتي للجميع.

مرحبا الأخ ادريس مرة أخرى.إليك بعض الأسئلة:
- ماهو تقييمك العام للوضع الثقافي المغربي خاصة، والعربي عامة؟
- كيف يمكن للفعل الإبداعي(الثقافي،الأدبي خاصة) ،كفعل إنساني، أن يساهم في تغيير المجتمعات والرقي بها جماليا وقيميا نحول الأفضل؟

أخي محمد
شكرا لثقتك في شخصي المتواضع ، وأعتذر لك ، ولعشاق موقع نبراس ، على هذا التأخر في الرد لأسباب فوق طاقتي.
الوضع الثقافي أخي محمد ، كما عهدك به ، لا يختلف كثيرا عن الأوضاع الأخرى وخصوصا السياسية منها. فرغم كل هذا الحراك الثقافي الذي تشهده البلاد ، من ندوات ولقاءات ثقافية حول الشعر والقصة أو الفكر بشكل عام ، إلا أن هذا لا يمنع من القول بأن كل ما أراه شخصيا ، هو مشهد مصطنع ومغشوش . ولا يعبر عن الوضع الحقيقي للثقافة في البلد ، كما ينبغي له أن يكون. مع ذلك يمكنني القول أن الأمر يمكن أن يعرف تحسنا ، لو تخلت مافيات الثقافة عن جشعها ، ورفعت يدها عما ليس لها ومن حقها ، وتركت الأمر لأصحابه. فالسياسي دائما ينعكس على ما هو ثقافي سلبا أو إيجابا. وما نقوله عن المغرب ، يمكن تعميمه على باقي الدول العربية ، لأن الأمر لا يختلف كثيرا.
- المثقف من حيث المبدأ ، هو منظر للسياسي. لكن في السنوات الأخيرة ، أصبح المثقف مع الأسف ، يخدم أجندة واضحة المعالم للسياسي .المثقف كما أعرف ، عادة ما يشتغل على مشاريع بعيدة المدى ، من أجل تأطير المجتمع ، والرقي به نحو الأفضل . لكنه اليوم ، وعلى غير العادة ، يتماهى مع طموحات السياسيين ، مقابل عمولات مخجلة أحيانا. وأصبح المثقف على عكس المنتظر منه ، يلخص كل التمظهرات السلبية في المجتمع (انبطاح - تبعية - انتهازية....إلخ). أما من قبل ، فكان المثقف يخوض صراعات فكرية كبرى ضد الطغيان والظلم ، والعمل على تحقيق مجتمعات حداثية وديمقراطية في محيطه المحلي (عمق المجتمع) ، أوالإقليمي و العالمي. وهذا ما جعل المثقف في الغالب يفقد ثقة القارىء والمواطن البسيط ، لو أضفنا لكل هذا ما يخطط له الآخرون في صمت ، ومن وراء الكواليس. لو تكلمنا عن المثقف بمعناه الأصيل ، يجب البحث عنه في كل الخلجان والمحيطات وقاع البحار، علك تعثر على مثقف حقيقي ، كما ينبغي له أن يكون . المثقف أصبح عملة نادرة يا أخي محمد ، أصبح محاصرا بين متطلبات البيت ، ومغريات السلطة ، وبالتالي أصبح فريسة سهلة للعولمة . هل كل المثقفين انصاعوا لهذه المغريات ؟. لا يمكن الجزم ، حتى نكون سدوداويين بهذه القساوة. لعل الغياب القسري أو الطوعي للمثقف التقدمي ، الملتزم بقضايا بلده ، الحريص على المشروع الحضاري والحداثي ، هو ما أفسح المجال لظهور تيارات إرهابية متطرفة هنا أوهناك ، تفسد ما ناضل من أجله الشرفاء ، من المناضلين الحداثيين والتقدميين ، وتحاول أن تفرض مشاريعها ، لتلغي بذلك الجميع ، بدعوى الدين تارة ، أوتطبيق الشريعة ومحاربة الكفارتارة أخرى. لذلك فالحرص على وجود المثقف ، هو حرص على استمرارية الحياة ، والعيش والتعايش بين الأديان والحضاراتوالشعوب في كل بقاع الأرض.

أهلا بك أختي منال
1- لعل وضعية المرأة في المغرب العربي مشرفة نسبيا ، مع نظيرتها المشرقية ، وإن بنسب متفاوتة. فأصبحت المرأة متواجدة في مواقع حساسة ، أو حتى عادية ، كانت إلى عهد قريب من احتكار الرجل. وهكذا بدأنا نرى المرأة شرطية ، ربان طائرة ، ساعية بريد ، أو في أعلى المستويات ، كالوزارات وكاتبات للبعض منها ، ومستشارة للملك ، وهي أعلى رتبة سياسية يمكن أن تصل إليها المرأة في المغرب. وهذا طبعا يعطي انطباعا أوليا بأن المرأة بدأت تخطو نحو الإمام بثقة تامة. لكن هذا لا يعفينا من النظر إلى النصف الآخر من الكأس ، ونرى المرأة ، وخصوصا في البادية، التي لازال المشوار طويلا أمامها ، لتسترجع كامل حقوقها ، ما دامت لم تأخذ استقلاليتها كاملة. عموما فالعشرية الأخيرة من القرن العشرين عرفت تعديلا في مدونة الأحوال الشخصية ، وهو أمر مهم جدا ، همت على الخصوص:
1- عقد الزواج
2- تعدد الزوجات
3- الطلاق
4- 5- الحضانة
6- النفقة....مع اقتراح إحداث مجلس للعائلة.
وهذه كلها أشياء في صالح المرأة عموما ، والأسرة المغربية بشكل عام. ورغم ما صاحب هذه التغييرات من نشر للغسيل فوق السطوح ، فإن المسيرة لم ولن تتوقف طبعا. فقد كان للانتقال الديمقراطي الأخير الذي عرفه المغرب ، بكل ترسباته وسلبياته ، مليئا بما يهم مصلحة المرأة ، بصفتها زوجة ، وأختا ، وأما وصديقة. وبالتالي أصبحت المرأة عضوا وعاملا مهما لصالح التنمية البشرية في شموليتها ، وليست مجرد آلة للتفريخ ، كما كان ينظر لها من قبل. وهذه مناسبة ، ونحن على بعد بضعة أيام من عيدها العالمي ، الذي يجب أن يكون في كل يوم ، وليس في 8 مارس فقط ، كي أقدم إليك أختي منال ، ولكافة نساء المغرب والعالم ، باقة ورد وعربون محبة على تفانيكن في خدمة الإنسان والبشرية بشكل عام.
2- صحيح أن بعض المبدعين ينشرون أعمالهم بالخارج (البلدان العربية ، فرنسا ، إنجلترا ، أمريكا ) ، لكنهم أولا أقلية ، وثانيا لأن أوضاعهم المادية والاجتماعية تسمح لهم بذلك. لو سألتني عن الأسباب ، سأكون في وضح حرج كونها متعددة ، من شخصية إلى موضوعية. فالنشر بالخارج يوفر فرصة القراءة أكبر، لأن بعض البلدان حتى الأقل غنى لها موروث ثقافي جيد في ما يخص المقروئية والرواج والمزيد من الشهرة. لذلك قلت أن أسباب النشر في الخارج متعددة وفق رؤية كل مبدع وإمكاناته.إذا تفحصنا الأسماء التي تنشر في الغرب ، سواء المغربية أو العربية بشكل عام ، سنجدها قد استفادت جيدا من ذلك . وكسبت رصيدا مهما من القراء ، وجنت أرباحا مادية كذلك، وهو أمر لا تستطيع تحقيقه هنا في المغرب.
3- صحيح أن النشر الالكتروني بدأ ينافس بشكل جدي النشر الورقي. ليس في المواقع والمنتديات الالكترونية فحسب ، كالأخبار والأعمال الأدبية (شعر- قصة – فكر...) لكن بدأنا نلاحظ أن بعض المبدعين ينشرون رواياتهم ومجموعتهم القصصية إلكترونيا لتكون في متناول القارئ العربي. وهو أمر يجب أن نصفق له . لأن القارئ أو المثقف بشكل عام يشكو من قلة ذات اليد في بلداننا العربية ، وبالتالي فمثل هذه المبادرات ستفسح المجال لأكبر عدد من القراء ليطلعوا على بعض الأعمال المنشورة إلكترونيا. صحيح أن النشر الالكتروني بدأ يهيمن على الساحة ، (أخبار – صحافة – أدب – ثقافة..). وبدأ يشد إليه أنظار المثقفين، حتى أن المترددين بدءوا ينشرون إلكترونيا. النشر الالكتروني طبعا له سلبياته ، لا يفرق بين الغث والسمين ، لكنه فتح الباب لغير المحظوظين ومن لا معارف لهم لينشوا أعمالهم ، وأصبحنا نقرأ لكتاب لم نكن نعرفهم من قبل ، وقطع الطريق على مافيات النشر في بعض الجرائد والملاحق الوطنية.
لكن يبقى النشر الورقي له نكهته الخاصة ولا يمكن أن ينافسه فيه أحد.
4- منديات نبراس من المنتديات الجديدة ، لكني أتوقع له مستقبل زاهر ، مع كل هذا الحب ، وهذه الأحضان الدافئة التي تلقفته مع أول إطلالة له على القراء. فبالنظر لنوعية الأقلام التي تكتب فيه ، وجدية منتجها الأدبي (شعر- قصة – فكر –تربية –أخبار ثقافية وأدبية...) لا يمكن له إلا أن يكون له آفاق واعدة. والدليل هو أنك لم تترددي في الانضمام إليه بكل سخاء . بفضلك ، وفضل كل الزملاء والزميلات سنمشي بعيدا بحول الله.
أشكرك مجددا ، إليك إذن ، وإلى كل نساء نبراس والعالم ، أتقدم بأجمل باقات ورد أصيلة من قلعة مكونة المغريية.

فاطمة الزهراء المرابط كتب:

الصديق العزيز ادريس
اكيد ان الحوار معك سيكون ممتعا بشكل كبير خاصة و انها الحلقة الاولى..

1 ـ بعيدا عن عالم الابداع من هو ادريس الواغيش الانسان؟
2 ـ بصفتك رجل تعليم كيف تقيم وضعية التعليم بالمغرب؟
3 ـ ماهي الاسباب التي تدفع التلاميذ الى التخلي عن الدراسة في سن صغيرة جدا؟
4 ـ ما رايك في ظاهرة انتشار المخدرات بمختلف انواعه بمجموعة من المؤسسات التعليمية؟


تحياتي الخالصة

أختي ف. الزهراء
لست أدري بأي لغة أعتذر. لكن ما يشفع لي هو أنني جئت وإن متأخرا ، فاقبلي عذري.
من الصعب جدا أن تتكلم عن ذاتك بثقة العالم . ومن الصعب أيضا أن تتحدث عنها بلغة المستعلم. إدريس الواغيش كما عرفته في أصيلة ، إنسان يحب الخير لغيره الإنسان ، خجول أحيانا. أجد صعوبة في الحقيقة مع التأقلم في واقع متناقض مع ما أومن به. واقع لا مكان فيه للأشراف ومرفوعي الرأس. كل (الكبار) الآن بدأوا برأوسهم منحنية ، حتى لا أقول مدفونة في الرمال أوحتى الوحل. كانت أحيانا بعض الظروف أقوى من طموحاتي ،وقبلت ببعض النتائج أيضا نتيجة لتهوري ، لكني أخيرا قبلت بها بكل واقعية وتواضع. لما أرى اليوم بعض الناس ممن كنت أشرح لهم ما صعب عليهم في الدراسة يتباهون بالسيارات والأرصدة ، أكاد أرتكب جرما أخلاقيا ، وأندم على كوني تابعت دراستي إلى حيث وجدت نفسي أمام خروج مفاجىء من الجامعة ، لا لكوني لم أستطع المسايرة ، فالجميع يشهد لي بتفوقي الدراسي في كل الأسلاك التي مررت منها ، لكن لظروف تاريخية مر منها المعغرب ، وكانت ضحاياها بلا حصر ، وهكذا وجدت نفسي معلما في الجنوب ، كدت أفقد وظيفتي ، وأصبح مرشدا سياحيا. فقد كانت حيويتي سببا في تعلق الكثير من السياح ، فعرضوا علي مصاحبتهم لبلدان كثيرة أذكر منها النمسا وإيطاليا وإنجلترا. بدأت بالشعر وانتهيت بالقصة ، لأسباب سياسية. زمن السبعينات كان زمنا مغربيا سياسيا بامتياز. من لم يلج عالم السياسة في السبعينات لن يلجها أبدا ، من بابها الواسع ، بعد أن تعددت الأبواب. كنا نتلذذ بالانتماءات السياسية اليسارية ، لكني لم أكن متطرفا في انتمائي السياسي ، وبالتالي مارست السياسة في حزب الاتحاد الاشتراكي منذ السبعينات ، لأن أغلبية الأساتذة كانوا يشجعوننا على ذلك ، وكانت بالتالي ثقافتنا الأدبية مرتبطة بما هو سياسي. فالسياسة كانت يومها تخدم شخصية الشباب ، وثقافتهم وجرأتهم ، عكس ما هو حاصل اليوم ، وأصبح الجميع (بحال بحال). يمكنني القول بكل بساطة وإيجاز ، أنني أعيش حياة عادية مع أسرة تتكون من شهرزاد الجميلة ، ووديع الرائع ، وشمس لا تغيب أبدا ، حتى وهي غائبة.
-2 ـ بصفتك رجل تعليم كيف تقيم وضعية التعليم بالمغرب؟
حتى لو قيمتها من وجهة نظري ، تبقى التقارير الدولية ، أكبر شاهد على تدهور الوضع التعليمي بالمغرب. وخيردليل على ذلك ، هو تقرير البنك الدولي الأخير. كل الأوضاع غير مريحة في المغرب الآن ، الكل متوتر ، نحن نعيش وضعا متشابها لتفوق الشمال على الجنوب، حيث تعيش 20 بالمئة من ساكنة الأرض ، متمتعة ب 80 في المئة من خيراتها. أوضاع رجال التعليم لا تطمئن ، خصوصا بعد الزيادات المهولة في الأسعار ، بحيث أصبح رجل التعليم يعيش عوالم ترهبه حتى وهو في عالم المعرفة وإلقاء الدروس لتلامذته. فإذن وضع رجال التعليم لا يختلف كثيرا أو قليلا عن وضع التعليم بشكل عام. والتدخل لعلاج المشكل من جذوره بشكل فوري أمر ضروري وعاجل ومطلوب، قبل أن يفوت الأوان. الكثير من الأصدقاء الأجانب (مثقفون - شعراء - مفكرون....) يستغروبون لهذا التحول المخيف في سلوكيات الشارع المغربي ، الميال على غير العادة ، لكل ماهو عنيف وغير أخلاقي. والتربية هنا تلعب دورا في بلورة مجتمع أقرب إلى المثل ، إذا فشلت المنظومة التربوية ، يجب إعادة النظر في كثير من الأشياء . وعدم تلميع الصورة الوقحة من الداخل.
3 ـ ماهي الاسباب التي تدفع التلاميذ الى التخلي عن الدراسة في سن صغيرة جدا؟
هذا السؤال يحتاج إلى دراسة أكاديمية ، رغم أن الجواب لا يجتاج إلى تفكير عميق. المدرسة والتعليم في المغرب لم يعد استثمارا. من قبل كان الأب يدفع مصاريف الإبن على أساس الحصول على الوظيفة . الان يدفعها من باب الواجب الأبويفقط. وهنا الفرق شاسع بين الواجبين ، خصوصا إذا كان في بيته أحيانا ، أكثر من حامل شهادة بلا عمل. لو أضفنا الفقر والأمية وعدم وجود فرص عمل ، كلها تجعل الآباء يبحثون عن لقمة العيش ، قبل أن يبحثوا عن شهادة لا تجد لها مكانا في سوق شغل ، محتكر أصلا من قبل المعارف ، وأصحاب النفوذ. هي مسائل متداخلة ومعقدة ، لكنها بادية للعيان ، ولا تحتاج لبحث عميق كما أسلفت.
-4 ـ ما رايك في ظاهرة انتشار المخدرات بمختلف انواعه بمجموعة من المؤسسات التعليمية؟
القضية هنا عامة على المستوى العالمي ، ونحمد الله ، أنه لا يروج للسلاح وأشياء أخرى ، كما يقع في بلدان أوربا وأمريكا. هي ظاهرة تحتاج إلى تكاثف الجهود للقضاء عليها .فهي التي تنخر الجسد المغربي ، وتطوح بعقول شبابه لفضاءات الغربة والضياع. ظاهرة انتشار المخدرات قديمة ، وليست بجديدة ، حتى مع جيل السبعينات ، كانت المخدرات متواجدة مع موسيقى الريكي والبوب وناس الغيوان ، لكن الذي حدث ، هو أن نوعيتها تطورت بشكل أكثر فتكا بالعقول والجيوب معا.

أختي فاطمة الحنوني
أهلا بك في نبراس ، وأشكرك كثيرا على صبرك.
1- هي أشياء كثيرة نسمع بها ، ومنها تخصيص أيام للاحتفال باليوم العالمي للرجل ، للمرأة ، للشجرة ، للغابة ، .....والقائمة طويلة. لكن لأكون صريحا معك ، أقول لك بأنني ضد هذه الأيام بشكل مطلق. مثلا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، هل مقبول أن نخصص يوما واحدا للاحتفال بعيد المرأة ، وهي التي ترعانا وتقدم لنا العطف والحنان على مدار 24 ساعة؟. هل نجازي المرأة بوم واحد في السنة كعربون محبة ؟ هل يكفي في نظرك يوم واحد لكل ما تبذله هذه الخلوقة من أجلنا؟. لو احتفلنا بها كل يوم وكل دقيقة لن يفيها حقها ، سواء كانت أما أو زوجة أو حبيبة.
2 - ظاهرة العنف ضد الرجل ليست وليدة اليوم ، بل قديمة. فكما تتعرض المرأة للعنف يتعرض له الرجل من قبل المرأة ، لأسباب متعددة تتعلق بشخصية الرجل البدنية والشخصية أيضا المالية أحيانا . الفرق في النسبة فقط. ففي أوربا سمعت منذ أكثر من عشر سنوات بجمعيات تنادي بحماية الرجل من عنف المرأة . لكن ما يمكنني الجزم به ، هو أن هذه الحالات استثنائية وقليلة جدا ، مع ماتتعرض له المرأة من عنف.
3- وضعية الأستاذ العامل في التعليم الأساسي (المعلم) داخل المنظومة التعليمية ، لا يختلف عن باقي العناصر المكونة لهذه المنظومة ، وبالتالي فتأثره لا يختلف عن باقي المكونات الأخرى. فهو يتفاعل سلبا وإيجابا مع كل ما تعرف هذه المنظومة برمتها.
4- ظاهرة العنف التي تتميز بها المؤسسة التعليمية شماعة نعلق عليها الكثير من مشاكل التعليم ونحاول أن نغطي بها على باقي المشاكل المؤثرة بشكل أساسي. نحن مع الأسف مثل الغوون بالغناء ، نتمايل ونتماهى مع ما يطلع به الغرب بعد فوات الأوان مع الأسف. قالوا الضرب ممنوع ، قلنا فليكن ، وجرمناه.ومثل العديد من رجال التعليم في المحاكم لهذه التهم : استخدام العنف في حق المتعلم. الآن بدأوا في أوربا يجهرون بعودة الضرب إلى المدارس ، يومها سنكون مضطرين للتماهي معهم أيضا (وها وجهي ..ها وجهك) يلا ما رجعناش للبداية. نحن يا سيدتي أتباع في كل شيء ومنفذي أوامر. لكن لننظر إلى العنف كمكون في الأسرة المغربية. فالطفل يعامل بالعنف في البيت ، في الشارع ، في كل مكان ، وعندمكا يدخل للمدرسة ، يجب أن نتعامل معه باللاعنف ، أي منطق هذا ؟. ولو أنني مبدئيا ضد العنف.
5- ماذا أقول لك عن حق المبدع المغربي ، إلا أن أتأسف لحاله. هو مهضوم الحقوق من يوم مما ولدته أمه إلى أن يصير مبدعا ، لو توفرت له ظروف الإبداع. كان الله في عونه
6- فكرة تأسيس منتيات نبراس كانت مطروحة منذ زمن بعيد ، ليس بهذه الطريقة . كنا نعتزم تأسيس موقع إلكتروني شامل ، علما أن أكثرية الأقلا النشيطة في النشر الإلكرتوني مغربية. إلى أن فاجءني الصدوقي وفاطمة الزهراء المرابط بهدا المنتدى بالحلة التي رأيته بها. كل أملي أن تتكاثف الجهود للنهوض به ، ليكون في أحسن حلة .
أشكرك كثيرا على تعاونك ، صبرك ، وفائك لنبراس.
ألف شكر وشكر لك أستاذتي المحترمة

أتقدم بالشكر الجزيل للاخ ادريس الواغيش ولمحاوريه على نفاعلهم القيم في هذا الحوار،الذي كان بالفعل مفيدا وممتعا،معرفيا وثقافيا وإنسانيا.
كما أخبر الاخوات والاخوة ان ضيفنا المقبل سيكون الناشطة المجتمعية والمبدعة فاطمة الزهراء المرابط.مرحبا بها وبمحاوريه في حلقة حوارية اخرى نتمنى ان تكون مثمرة ومقيدة لتواصلنا الثقافي.
مودتي للجميع.

أخي إدريس رعاك ربي
جميل أن أقرأ لك هنا .. وجميل أن أراك لأول مرة .. مشرق بما فيك .. ملك لما بك ..

"يجب إعادة النظر في كثير من الأشياء . وعدم تلميع الصورة الوقحة من الداخل."
أنت حبيبي تتحدث هنا عن وضع العالم العربي بشكل عام .. ليتنا بقينا وراء أغنامنا وخيولنا نطارد كرامتنا فنستلها من أرواح قطاع الطرق .. ونكتب بأميتنا ملاحم العز والفخار .. اليوم نحن نبيع كل شيء والثمن كرامتنا ووجودنا وأنفتنا .. نبيع أنفسنا للمارق فينا ونشكره على الإطاحة بكياننا ..
"من قبل كان الأب يدفع مصاريف الإبن على أساس الحصول على الوظيفة . الان يدفعها من باب الواجب الأبويفقط. وهنا الفرق شاسع بين الواجبين ، خصوصا إذا كان في بيته أحيانا ، أكثر من حامل شهادة بلا عمل. لو أضفنا الفقر والأمية وعدم وجود فرص عمل ، كلها تجعل الآباء يبحثون عن لقمة العيش ، قبل أن يبحثوا عن شهادة لا تجد لها مكانا في سوق شغل ، محتكر أصلا من قبل المعارف ، وأصحاب النفوذ. هي مسائل متداخلة ومعقدة ، لكنها بادية للعيان ، ولا تحتاج لبحث عميق كما أسلفت.
عندما تغلق الأبواب .. يجب أن تفتح أبواب انتزاع الحقوق .. وتوزيع الدخل بشكل يليق بقيمة إنساننا .. وقيمة أهدافنا الوطنية .. وقيمة معنانا كوجود .. يجب أن نظل كذلك .. غنم بأحضان الرعاة .. الذين نصبهم الغرب .. عرفاء صف لحراسة أطماع الاستعمار ..
"وتطوح بعقول شبابه لفضاءات الغربة والضياع. ظاهرة انتشار المخدرات قديمة ، وليست بجديدة ، حتى مع جيل السبعينات ، كانت المخدرات متواجدة مع موسيقى الريكي والبوب وناس الغيوان ، لكن الذي حدث ، هو أن نوعيتها تطورت بشكل أكثر فتكا بالعقول والجيوب معا."
أخي إدريس .. لا فائدة من اللطم .. والتباكي لغة العجز .. ما أجملك وأنت تمخر جرحنا .. كل ما على أرضنا يدعو لليأس .. ولا شيء إلا اليأس .. أو قلب المعايير ..
"نحن يا سيدتي أتباع في كل شيء ومنفذي أوامر."
بربك .. كيف أبوس روحك .. مرات أقف على هذا فأصاب بإحباط يطال لقمة عيشي .. ليتنا ترابا إن لم نكن كما يجب أن نكون ..
أخي إدريس .. لا تحزن .. لست وحدك بين فكي الفراغ .. كلن زبد هزيمة .. في كل شيء ..
دمتم لنا
أخوك عصام الديك