قصة قصيرة حماتي تحبني
.....كنت دائما و كلما دخلت الى بيتنا أو بيت الجيران أو أحد افراد العائلة ووجدتهم مجتمعين حول المائدة, يقولون لي ’’حماتك تحبك’’، وهي عبارة تقال لمن يجد الطعام أمامه بالصدفة و تسنح له الفرصة مشاركة الاخرين و تناوله معهم.
لكن هذه الصدفة دائما تتكرر معي وبالتالي تتكرر هذه العبارة على مسامعي ايضا فبت فعلا أصدقها و أتفاء ل بها كون جميع من أعرفهن تعانين الويلات من حماتهن...
الى ان جاء اليوم الذي تزوجت و تعرفت حماتي فيه و اكتشفت فعلا مدى حبها لي فعند قدومها مع ابنها لخطبتي رمقتني بنظرات لم أنساها ولن أنساها ما حييت، نظرات حادة و عيون تتطاير شررا وكأنني ارتكبت جرما في حقها لانني جعلتها تأتي لطلب يدي لابنها،فتذكرت المقولة التي ألصقوها بي منذ صغري، فعاد الهدوء الى قلبي و قلت في نفسي لاداعي للقلق فحماتي تحبني..
قبل زفافنا زرتها ذات جمعة لتناول وجبة الكسكس حيت اعتادوا على الاجتماع في هذا اليوم من كل أسبوع ولم شمل العائلة، حيث يحضر كل اخوة زوجي و زوجاتهم و أولادهم، فدعاني زوجي أنا أيضا بحكم أني أصبحت جزءا منهم بعد عقد قراننا. وفعلا رافقته وكلي أمل في توطيد علاقتي بهم و اذابة الجليد، فكانت مفاجأتي كبيرة عندما قابلتني أمه بكل برود بل باستغراب لوقاحتي و قدومي دون أذنها و دعوتها ،فعلمت ساعتها أن البادرة من طرف زوجي فقط فأنبته
في نفسي لانه وضعني في موقف لا أحسد عليه، فلكم شعرت بالخجل والاهانة،لكني ابتلعتها
عندما تذكرت أن حماتي تحبني...
بعد الزفاف، و بعد تمضية بعض الايام معهم بحكم أننا في عطلة،و بينما كنت أساعد حماتي في المطبخ أسرت لي أنها غير مستعدة لتربية أبنائي أو مساعدتي في الاعتناء بهم أثناء ذهابي الى العمل، فاستغربت كلامها و مناسبة هذا الحديث رغم أني لازلت عروسا و لست حاملا ولم
أطلب منها يوما هكذا طلب ولو مزاحا ، لم أرد عليها و كتمت عيظي، وتذكرت قولهم أن حماتي
تحبني...
وفعلا كان لها ذلك، فبعد سنتين أنجبت طفلي الاول فكانت وفية لكلمتها حيث زارتني مرة واحدة فقط هنأتني حالها حال الاغراب ولم تزرنا بعدها مرة أخرى و لم تسأل حتى على الهاتف عن
حفيدها ،فأيقنت أن حماتي تحبني...
كنا كلما اجتمعنا في مناسبة اجتماعية او دينية، أرتدي أجمل الثياب و بألوان تناسبني فكانت
لا تطيق النظر الي خصوصا أن بناتها لم ينعم عليهن الله بنعمة الجمال و كن لا يهتممن بمظهرهن،فكن يرمقنني بنظرات كلها غيرة و يتغامزن و يتلامزن على، فكنت أتصور نفسي
السندرلا مع زوجة أبيها و بناتها، فأضحك في قرارة نفسي.لكن حماتي لا تطيق صبرا وتفضح
أخيرا مشاعرها فتنصحني بعدم الاسراف في شراء الثياب و صرف المال على الثانويات و أكتفي
بما عندي منها رغم أنها تنصح بناتها بالعكس و تحثهن على الاهتمام بأنفسهن و التشبه بي.....
فهل فعلا حماتي تحبني ؟؟؟